فَسَّرَ الدكتور عبدالله المسند الأستاذ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون، مضمون ما تداولته وسائل الإعلام عن رفع إيران درجة الحرارة ل74م لدى عرب الأحواز في مدينة بندر ماهشهر هذا الأسبوع، مستعرضاً الفرق بين درجة الحرارة الفعلية ودرجة الحرارة الظاهرية. وقال "المسند": "درجة الحرارة الفعلية والمسجلة في الظل Actual air temperature في مدينة بندر ماهشهر هي 46م ودرجة الحرارة الظاهرية Apparent temperature المقرونة بدرجة الرطوبة هي 74م".
وأضاف: "الدرجة الأخيرة تختلف عن درجة الحرارة التي تنشر في وسائل الإعلام (وهي درجة حرارة الهواء على ارتفاع نحو 2م وفي الظل)، بينما هناك مقياس آخر يدعى بدرجة الحرارة الظاهرية، وهو مقياس رياضي يجمع أثر حرارة الهواء في الظل، مع درجة رطوبة الجو Relative humidity، والتي تؤخذ بعين الاعتبار كعامل يؤثر في كفاءة عملية تبريد الجسم، والنتيجة هي الدرجة التي يشعر، ويحس بها الإنسان، الذي يلبس ثياباً صيفية خفيفة، ويتحرك، وتكون حركة الرياح خفيفة".
وأردف "المسند": "عندما تكون درجة الحرارة في الرياض 42 درجة مئوية، ودرجة الرطوبة النسبية 30%، فإن جسم الإنسان يشعر بدرجة حرارة تبلغ 50 درجة مئوية، بينما في جدة عندما تكون درجة الحرارة 42 درجة مئوية (كما في الرياض)، ودرجة الرطوبة النسبية 75%؛ فإن جسم الإنسان في جدة يشعر بدرجة حرارة تبلغ 71 درجة مئوية، فيشعر الإنسان بالضيق والإرهاق وعدم الارتياح؛ لاجتماع حرارة الهواء مع رطوبة عالية".
وتابع: "الجسم يتعرق فيتبخر العرق ثم يبرد الجسم، وعند ارتفاع الرطوبة في الأجواء يتعرق الجسم ولكن تضعف أو تنعدم عملية تبخر العرق؛ فتتعطل آلية التبريد الذاتي؛ فيشعر الإنسان بالضيق والإرهاق والتوتر، ومن هنا يتضح دور الرطوبة المرتفعة السلبي في شعور الإنسان بالراحة من عدمها، خاصة في فصل الصيف، بينما في فصل الشتاء يكون دور الرطوبة إيجابي في تلطيف الأجواء، والحد من خطورة درجة الحرارة المتدنية".
وقال "المسند": "طبقاً لمؤشر حساب درجة الحرارة مع الرطوبة الجوية (الحرارة الظاهرية) وأثرها على إحساس الإنسان، فإن أعلى مؤشر حرارة سجل عالمياً كان في الظهران في 8 يوليو 2003، عندما سجلت الحرارة الحقيقية 79 درجة مئوية".
وألقى "المسند" باللوم على الأرصاد الجوية في السعودية والكويت لنفي الخبر، وقال: "لقد استعجلت الأرصاد الجوية بالمملكة العربية السعودية، ودائرة الأرصاد الجوية بالكويت في نفي الخبر وتخطئته، وكان الأجدر بهما التوضيح، والتفصيل للناس، علماً بأن من أورد خبر درجة الحرارة صحيفة التيلغراف مطلع الأسبوع الحالي".
من جهة أخري، نصح الدكتور عبدالله المسند الجميع ارتداء الملابس والغتر البيضاء لمواجهة موجة الحر التي تعيشها المملكة وقال: "أنصح الجميع في ظل موجة الحر هذه بلباس الأبيض والغترة البيضاء، وأن تكون الأنسجة قطنية ما أمكن؛ لتسمح للعرق بالتبخر، ولتتم عملية التكييف الطبيعي للجسم على أكمل وجه".
وأضاف: "أنصح من يعمل في الهواء الطلق أن يتجنب التعرض للشمس حين تكون الأشعة في ذروتها (من 10 ص حتى 3 م)".
وأردف: "بشكل عام؛ يجب على الإنسان تجنب التواجد في العراء عندما يكون ظله أقصر من طوله، وارتداء نظارة شمسية للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية، مع الإكثار من شرب المياه".