علق أستاذ المناخ المشارك في قسم الجغرافيا بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند على قتل موجات الحر آلاف الهنود والباكستانيين، بينما لم تؤثر على السعوديين، قائلاً «إن المملكة تضربها موجات حر أشد من الهندوباكستان، إلا أن البنية التحتية والظروف المعيشية دائماً ما تخفف من وطأة التطرف المناخي». وأضاف «موجات الحر الشديد إذا ضربت الدول الفقيرة تقتل غالباً المشرَّدين المتخذين الشوارع سكناً لهم، دون حماية أو تكييف أو مأوى لهم، والعمالة الذين يعملون تحت أشعة الشمس المباشرة طيلة النهار، وكبار السن، وبعض المرضى، لا سيما أن بعضهم لا يملكون أجهزة تكييف تقيهم شدة الحر؛ فتتفاقم المشكلة أكثر، وأحياناً تنقطع الكهرباء إبان الموجة الحارة فتتعاظم المشكلة. وبيَّن المسند ل «الشرق» أن موجة الحر تُعرَّف لدى علماء الجغرافيا المناخية بأنها سيادة كتلة هوائية حارة، وفوق المعدل السنوي بنحو 5 درجات مئوية فما فوق، وتستمر أكثر من ثلاثة أيام. وقال «ينبغي أن نفرق بين درجة الحرارة المعلنة من قِبل الأرصاد، ومؤشر الحرارة الحقيقي (Heat Index) التي يشعر بها الإنسان حقيقة، حيث يؤخذ بعين الاعتبار عند حسابها درجة الحرارة مع درجة الرطوبة الجوية عبر معادلة رياضية خاصة، والناتج هو ما يشعر به الإنسان خلال هذه الموجة الحارة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى التعرض لأشعة الشمس المباشرة قد يفاقم الحالة، ويزيد من درجة الحرارة إلى 8 درجات عما هو في الظل». وأضاف «تشير الأخبار إلى أن معظم الوفيات في باكستان سُجلت في مدينة كراتشي الساحلية عالية الرطوبة، والحرارة على السواحل تعني بخراً شديداً، ورطوبة جوية عالية، وعندما ترتفع درجة الرطوبة في الأجواء متزامنة مع ارتفاع درجة الحرارة يؤدي ذلك إلى أن تضعف أو تتوقف عملية تبريد الجسم الذاتية عبر عملية التعرق؛ بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو من جهة، وتوقف تبخر العرق من جهة أخرى؛ منها ترتفع درجة حرارة جسم الإنسان، فيشعر بالضيق، والإرهاق، والضغط النفسي، وقد يموت كما حدث في الهندوباكستان.