تعليقاً على حدوث وفيات في بعض الدول، منها باكستان التي سجلت أكثر من 780 حالة بدرجات حرارة 49، بينما في المملكة تبلغ الحرارة 50م ولا يحدث وفيات، أجاب الدكتور عبدالله المسند الأستاذ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم معرّفاً موجة الحر لدى علماء الجغرافيا المناخية بأنها سيادة كتلة هوائية حارة فوق المعدل السنوي بنحو 5 درجات مئوية فما فوق، وتستمر أكثر من ثلاثة أيام. وأضاف المسند بأن موجات الحر الشديدة إذا ضربت الدول الفقيرة تقتل غالباً المشردين المتخذين الشوارع سكناً لهم دون حماية أو تكييف أو مأوى لهم، وتقتل من العمالة المحتاجين الذين يعملون تحت أشعة الشمس المباشرة طيلة النهار، وتقتل كبار السن، وبعض المرضى.. ولاسيما أن بعض الهنود والباكستانيين لا يملكون أجهزة تكييف تقيهم شدة الحر؛ فتتفاقم المشكلة أكثر، وأحياناً تنقطع الكهرباء بسبب الطلب الكبير والضغط الشديد على الطاقة الكهربائية إبان الموجة الحارة؛ فتتعاظم المشكلة كما حصل في الهند قبل أيام عدة، وحالياً في باكستان، بينما في السعودية تضربها موجات حر أشد من الهندوباكستان إلا أن الظروف المعيشية والبنية التحتية في السعودية تخفف من وطأة التطرف المناخي بفضل من الله ومنته. كما ينبغي أن نفرّق بين درجة الحرارة المعلنة من قِبل الأرصاد ومؤشر الحرارة الحقيقي (Heat Index) التي يشعر بها الإنسان حقيقة؛ إذ يؤخذ بعين الاعتبار عند حسابها درجة الحرارة مع درجة الرطوبة الجوية عبر معادلة رياضية خاصة، والناتج هو ما يشعر به الإنسان خلال هذه الموجة الحارة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى التعرض لأشعة الشمس المباشرة قد يفاقم الحالة، ويزيد من درجة الحرارة إلى 8 درجات عما هو في الظل. وتُشير الأخبار إلى أن معظم الوفيات في باكستان سُجلت في مدينة كراتشي الساحلية عالية الرطوبة. والحرارة على السواحل تعني بخر شديد، ورطوبة جوية عالية، وعندما ترتفع درجة الرطوبة في الأجواء متزامنة مع ارتفاع درجة الحرارة يؤدي ذلك إلى أن تضعف أو تتوقف عملية تبريد الجسم الذاتية عبر عملية التعرق بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة بالجو من جهة، وتوقف تبخر العرق من جهة أخرى؛ فترتفع درجة حرارة جسم الإنسان؛ فيشعر بالضيق، والإرهاق، والضغط النفسي، وقد يموت كما حصل في الهندوباكستان. وعليه يتضح أهمية الأجواء الجافة في المناطق الحارة كالمناطق الداخلية في السعودية مقارنة مع المناطق الساحلية؛ فعلى الرغم من ارتفاع الحرارة إلا أن آلية التعرق لدى الإنسان تعمل بكفاءة وفاعلية من أجل إخراج الطاقة الحرارية الكامنة داخل الجسم عبر التبريد الذاتي. ولله في خلقه شؤون.