أعدت مصر العدة لاحتفالية كبرى تقام اليوم الخميس، بمناسبة افتتاح مشروع شق فرع جديد من قناة السويس وسط تغطية إعلامية كبيرة، وآمال بأن تحقق طفرة في إيرادات القناة تنعكس على الاقتصاد المصري. وتزينت الميادين الرئيسية بوسط القاهرة مثل ميدان التحرير بأعلام مصر ورايات قناة السويس، كما تراصت الأعلام في منطقة كورنيش النيل.
وعلقت أعلام ولافتات ضخمة على المباني الحكومية وفنادق وسط القاهرة، وتدلى علم كبير لمصر بطول مبنى وزارة الخارجية الشاهق المطل على نهر النيل، فيما انتشرت لافتات التهنئة بافتتاح القناة من أحزاب وشركات.
ووضعت محافظة القاهرة بوسط ميدان التحرير لافتة عليها عبارة: "قناة السويس الجديدة من أم الدنيا لكل الدنيا"، فيما عبر كثيرون عن تفاؤلهم إزاء المشروع الجديد.
وفرضت قوات الجيش المصري إجراءات أمن صارمة في مدن القناة الثلاث الإسماعيلية والسويس وبورسعيد ضمن خطط تأمين حفل الافتتاح.
ونقل عن مدير الأمن في محافظة الإسماعيلية، اللواء علي العزازي، قوله: "اللي هيفكر يفسد الحفل هنقطع رقبته"؛ ذلك في أعقاب وصول الوفود المشاركة في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وقالت الرئاسة المصرية إن ما لا يقل عن 30 من زعماء العالم سيحضرون المناسبة، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 90 وفداً رسمياً.
يشار إلى أن مصر تدشن، اليوم الخميس، مجرى ملاحياً جديداً تم حفره بموازاة المجرى القديم لقناة السويس؛ حيث يشمل مشروع "قناة السويس الجديدة" حفر قناة بطول 35 كيلومترا، إضافة إلى توسعة وتعميق مسافة مماثلة تقريبا في المجرى القديم الذي يبلغ طوله نحو 190 كيلومترا.
ويتوقع مسؤولون أن يؤدي ذلك إلى زيادة أعداد السفن المارة في المجرى الملاحي الذي يربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط؛ حيث استغرق العمل في القناة الجديدة نحو عام، وبلغت تكلفة المشروع 8.2 مليار دولار تقريبا، وتتوقع هيئة قناة السويس أن ترتفع عوائدها إلى 13.23 مليار دولار سنوية بحلول عام 2023 نتيجة للمشروع الجديد، بينما بلغت عوائد قناة السويس خلال العام الماضي 5.3 مليار دولار.
ويمر بقناة السويس الأصلية التي افتتحت عام 1869، سبعة في المئة من التجارة العالمية، وهي أكبر مصادر العملة الصعبة لمصر، ومن المتوقع أن تقلل القناة الجديدة مدة رحلة السفن عبرها من 22 ساعة إلى 11 ساعة؛ حيث تدشن القناة الجديدة رسميا في حفل يحضره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسط عدد من القادة العرب والأجانب.