سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بمشاركة ولي ولي العهد وقادة 100 دولة.. مصر تُطلق «الحلم العظيم» اليوم المملكة تهنئ: ما يربط البلدين نموذج يحتذى في العلاقات الاستراتيجية والمصير المشترك
فيما هنأت سفارة المملكة بالقاهرة مصر حكومة وشعباً بالمشروع العملاق، مؤكدة دعمها الكامل، يدشن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رسمياً، اليوم، في حفل عالمي مهيب مجرى قناة السويس الجديدة، ضمن مشروع "الحلم العظيم" بالتزامن مع بدء توافد زعماء وقادة وممثلي أكثر من 100 دولة (بينهم 35 ملكا وأميرا ورئيسا) في التوافد على العاصمة، للمشاركة في الاحتفالات التي تنطلق رسمياً بعد ظهر اليوم، بعد اكتمال وصول القادة ورؤساء الوفود، وسط احتياطات أمنية هائلة وغير مسبوقة. وفي الوقت الذي استقبل فيه الرئيس المصري أمس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وكلا من مبعوثي رؤساء وزراء الهند، واليابان، وسنغافورة، اكتملت الاستعدادات الأمنية، بكافة محافظات البلاد، وبلغت أقصاها في العاصمة القاهرة، ومحافظات القناة الثلاث، ومحافظة الشرقية المجاورة، بما يُشبه الطوق الأمني من القوات المسلحة وعناصر الشرطة التي أحكمت قبضتها على مداخل ومخارج المدن، بمعاونة قوات خاصة من فرقتي مكافحة الإرهاب 999 و777. تهنئة سعودية وقدمت المملكة على لسان سفيرها في القاهرة، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير أحمد بن عبد العزيز قطان التهنئة لمصر قيادة وحكومة وشعباً بمناسبة تدشين القناة الجديدة، معتبرة أن هذا الصرح العالمي والانجاز الرائع الذي أنشئ في وقت قياسي "أمر ليس بغريب على إرادة الشعب المصري الذي طالما واجه العديد من التحديات واستطاع بفضل الله وعونه التغلب عليها وتجاوزها". ونوّه السفير قطان -في بيان حصلت (اليوم) على نسخة منه- إلى أن "هذا المشروع العملاق يُشَكِل إنجازاً ستنعكس نتائجه على مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ليس في مصر وحدها بل سيخلق صرحاً اقتصادياً هاماً في المنطقة العربية بأسرها، وسيفتح آفاقا من التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر وسائر دول الوطن العربي والعالم بأسره". وشدد على دور مصر المحوري الذي "يجب علينا جميعاً أن نساندها بقوة لتعود إلى مكانتها الطبيعية التي كانت عليها". وأكد أن صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سيترأس وفد المملكة لحضور الحفل، واختتم بالتأكيد على ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إن المملكة "تقف إلى جانب حكومة مصر وشعبها الشقيق، وموقف المملكة تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير، وما يربط البلدين الشقيقين نموذج يحتذى في العلاقات الاستراتيجية والمصير المشترك". تفاصيل وتبدأ المراسم الأولية بعد ظهر اليوم بوصول الرئيس عبدالفتاح السيسي على متن يخت "المحروسة" إلى المنصة التي سيتابع من خلالها الرئيس حفل الافتتاح، يرافقه الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء وعدد من ملوك وأمراء ورؤساء الوفود المشاركة. وتقرر أن تكون لحظة انطلاق يخت المحروسة من الكيلو 95 بالمدخل الجنوبي لقناة السويس الجديدة، في ذات توقيت عبور القوات المسلحة لسيناء خلال حرب أكتوبر عام 1973، ويبدأ الحفل في الرابعة عصرا بعزف النشيد الوطني ثم عرض فيلم وثائقي للقناة، تليه كلمتان، لرئيس هيئة قناة السويس وللرئيس السيسي. ويتضمن أيضا وثيقة توقيع بافتتاح القناة ثم إشارة البدء بمرور سفينتين متقاطعتين في القناة الجديدة، بمشاركة أفواج من القوات البرية والبحرية والجوية. ويتضمن الافتتاح حفلتين، الاولى من الرابعة إلى السادسة والثانية من 7.00 10.00 مساء، حيث يقام عشاء رئاسي للرؤساء والملوك والمشاركين، إضافة لفقرات غنائية ومسرحية في مدرجات "الأوبرا" التي أنشئت على المجرى الملاحي. وتشير التقارير إلى أن حفل الافتتاح سيكون ضخما وسيشارك فيه الكثير من القطع الحربية، خاصة المنضمة حديثا للخدمة في مختلف أسلحة الجيش المصري. كما سيحمل طابعا تاريخيا يعيد إلى الأذهان الاحتفال الأول الذي أقيم عام 1869. واحتفالا بافتتاح القناة الجديدة، علق كثير من المصريين الأعلام على سياراتهم وشرفات منازلهم، وسط تركيز إعلامي هائل على الإنجاز الذي صنعه المصريون خلال عام واحد "وأبهروا به العالم". وقناة السويس ممر مائي يصل بين البحرين الأحمر والمتوسط. وتم حفر القناة الأولى بسواعد نحو مليون مصري أجبروا على العمل تحت نظام السخرة. ومات خلال سنوات الحفر العشر أكثر من 120 ألف شخص في وقت كان عدد سكان مصر فيه أربعة ملايين فقط. كما تسبب إعلان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأميم القناة في العدوان الثلاثي على مصر. ويتضمن المشروع، الذي أطلقه السيسي قبل عام، إنشاء قناة جديدة بطول 35 كيلومترا بالإضافة إلى توسيع وتعميق عدة تفريعات بطول إجمالي 37 كيلومترا ليكون إجمالي أطوال المشروع 72 كيلومترا. ويهدف المشروع إلى زيادة الدخل القومي المصري من العملة الصعبة وتحقيق أكبر نسبة من الازدواجية في قناة السويس، وتقليل زمن العبور ليكون 11 ساعة بدلا من 18 ساعة لقافلة الشمال، وتقليل زمن انتظار السفن بما ينعكس على تقليل تكلفة الرحلة البحرية لملاك السفن. كما يهدف إلى زيادة القدرة الاستيعابية لمرور السفن في القناة لمواجهة النمو المتوقع لحجم التجارة العالمية في المستقبل. كما أنها خطوة هامة على الطريق لإنجاح مشروع محور التنمية بمنطقة قناة السويس. ووفقا للبيانات المنشورة على موقع هيئة قناة السويس، فإن المشروع سيزيد القدرة الاستيعابية للقناة لتكون 97 سفينة قياسية عام 2023 بدلا من 49 سفينة عام 2014، كما سيتيح عبور السفن حتى غاطس 66 قدما في جميع أجزاء القناة. وتتوقع السلطات زيادة عائد قناة السويس بنسبة 259 % عام 2023، ليكون 13.2 مليار دولار مقابل 5.3 مليار دولار حاليا. الحدث الكبير ووصفت مجموعة "سي إم إيه سي جي إم" الفرنسية، ثالث أكبر مجموعة لنقل الحاويات في العالم، الافتتاح المرتقب لقناة السويس الجديدة بالحدث الكبير. وقال نيكولاس سارتيني، رئيس خدمات النقل لخطوط آسيا-أوروبا لدى الشركة، في مدينة مارسيليا الفرنسية: "سفننا تستخدم هذا الطريق الاستراتيجي لخدمة الأسواق الرئيسية في العالم يوميا". وأضاف سارتيني: "حركة النقل ستصبح أكثر سيولة عبر القناة الجديدة، كما ستتقلص فترات التوقف بشكل سيمكننا من تقديم خدمة أفضل وأكثر موثوقية لعملائنا في المستقبل". تجدر الإشارة إلى أن سفن حاويات تابعة للمجموعة عبرت قناة السويس العام الماضي 637 مرة. ومن جانبه، قال المدير التنفيذي للاتحاد الألماني لشركات الشحن البحري رالف ناجل: "تعبر العديد من السفن التجارية الألمانية قناة السويس يوميا... حتى الآن تضطر السفن للانتظار لمدة تصل إلى نصف يوم لعبور القناة ضمن قافلة. التوسعة ستسهل العبور وستلغي فترات الانتظار". وبحسب بيانات مجموعة "سي إم إيه سي جي إم" الفرنسية، فإن قناة السويس تختصر 6 آلاف كيلومتر من المسافة بين سنغافورة وروتردام، أو ما يعادل تسعة أيام مقارنة بالطريق حول أفريقيا، كما تساهم القناة في عدم زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون التي تنتج عن حركة النقل البحري بين آسيا وأوروبا بنسبة 44 %.