اتهم وكيل أغوات المسجد النبوي بالمدينةالمنورة صالح المفرجي وكالة وزارة الشؤون الإسلامية بالوقوع في المغالطات وحرمان "الأغوات" من حقوقهم في الأوقاف التي كفلها لهم الشرع والنظام, وناشد وزير الشؤون الإسلامية التدخّل في القضية وإعادة حق "الأغوات لهم", والتحقيق في المخالفات التي وقعت فيها وكالة الوزارة. وكان المفرجي قال في تصريح سابق ل"سبق" إن الوزارة قامت بصرف حقوق اثنين من الأغوات بأثر رجعي، وتركت الثمانية الباقين، وكأنهم ليس لهم حقوق, موضحاً أن شرط الواقف ينص على صرف غلة الأوقاف على الأغوات العشرة بالتساوي. وقال المفرجي: إننا في دولة عدل, تحكم بالشرع، ولا بد أن يرد حق هؤلاء إليهم, وتساءل أن الشؤون الإسلامية المفترض أن تكون أول من يرد الحق لأهله, لا الالتفاف عليه والادّعاء بأنني لست وكيلاً شرعياّ للأغوات . وتعليقاً على ما ذكره وكيل الوزارة فيما يخص قضية الأغوات قال المفرجي: أستنكر بشدة المغالطات الكثيرة التي ردّدها وكيل الشؤون الإسلامية, والتي لا تستند إلى دليل ولا أعلم كيف يجرؤ مسؤول أن يستخفّ بالقراء الأعزاء ومن خلال منبر إعلامي له مصداقيته وحياديته في طرح قضايا المجتمع بكل أمانة ومهنية محترفة, حيث ابتعد عن القضية الأساسية للمرة, وذهب ليتحدث عن وكالة ملغاة من قبل شخص واحد فقط لا يمثل سوى نفسه, واختار أن يعيش بعيداً عن المشاكل بعد أن مُورست ضغوط عليه". وأكد المفرجي أن لديه المستندات كافة التي تثبت صحة وصدق كلامه, وقال: "إنه إذا كان أحد الأغوات رضخ فإن البقية كلهم معي وأنا وكيلهم"، ذلك ورفضت البقية بأجمعها الاستسلام للضغوط . وتساءل المفرجي: ألا يعلم وكيل وزارة الشؤون الإسلامية بأنه مطالب أمام الله ثم المجتمع أن يقول الحقيقة, وإثبات ما تفوه به, وقال: "هل سيأتي بوكالة لشخص واحد ملغاة ويتجاهل جميع الأغوات بوكالتهم المثبتة لي", إنه أمر غريب جداً؟ وأضاف المفرجي قائلاً: إنني أعلنها مراراً وتكراراً أنني الوكيل الشرعي للأخوة الأغوات في المطالبة بحقوقهم، وقادر بإذن الله على إعادة حقوقهم ما دام هناك من ينصر المظلوم, ولدي وكالة شرعية سارية المفعول لم تُلغَ لأي سبب من الأسباب ولا في أي وقت من الأوقات كما ذكر وكيل الوزارة, وأتحدى أن يثبت عكس ذلك باستثناء شخص واحد أُلغِيت وكالته تحت ضغوط نعلم مصدرها ولدينا ما يثبتها . وقال المفرجي فيما يخص وكيل الأوقاف واتهامه له شخصياً بأنه يضلّل الناس قال: "إنني سوف أتجه للجهات المختصة؛ لإثبات صدق ما أقول, وأطالب بحقي وردّ اعتباري فيما مسني". يشار إلى أن الأغوات قدموا من الحبشة لخدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي وحجرة الرسول صلى الله عليه وسلم. وكانت مهمتهم في السابق تتمثل في حفظ الحرم النبوي نهاراً، وقفل أبوابه ليلاً, وتنزيل قناديل الإضاءة، وإسراج ما يوقد منها سَحَراً، والدوران بعد صلاة العشاء بالفوانيس في أنحاء المسجد، لئلا يبيت فيه أحد، حيث لا يسمح بالمبيت فيه إلا للفراشين, وفتح الباب للمؤذن، وكنس المسجد والروضة المباركة والحجرة الشريفة كل جمعة، وفرش بساط أمير المدينة للصلاة عليه، وتبخير المسجد بالبخور أيام الجمع وعقب إطفاء القناديل. وكان أكبر هؤلاء الأغوات يطلق عليه اسم: شيخ الحرم، وكان يتولى مهمات أوسع من ذلك، إلى أن صار شيخ الحرم في العهد العثماني يتولى كثيراً من السلطات في المدينةالمنورة داخل الحرم وخارجه. وما زال الأغوات يقومون بمهمة خدمة المسجد والزائرين إلى عصرنا الحاضر، وهم معروفون، ومتميزون بأشكالهم وملابسهم. ولهم موضع يجلسون فيه يعرف بدكة الأغوات.