على ضفاف نهر "سالزاخ" الذي يقسم مدينة سالزبورج النمساوية إلى شطرين، تتزاحم آلاف الأقفال التي تؤرخ لأصحابها ذكرى عزيزة على قلوبهم، كُتبت وعُلقت على جسر معدني، ثم رميت مفاتيحها في النهر للأبد، لتبقى تلك الأقفال شاهدة على العصر ما لم تتعرض للمصير ذاته، الذي اتخذته بلدية العاصمة الفرنسية باريس بإزالتها.
المتمعن للكلمات المكتوبة بمختلف اللغات على أقفال العشاق، يشاهد كلمات من البيئة السعودية خالفت الخط الذي انتهجه "المحبون" في التعبير عن مشاعرهم، لتحضر كلمات طريفة مثل "أنا أحب خالاتي" !! و"ما بغينا نجي ياخي، وكذلك "أكرهكم كلكم"، و"استراحة الدغيمجة"، في حين كتب أحدهم "سبحان الله"، وآخر كتب" قروب الصدارة".
كما وصل الصراع الهلالي النصراوي الأزلي إلى جسر العشاق، وحملت ألقاب "الزعيم" و"العالمي و الهلال وبس، وعُلقت حبال قوية لا يمكن حلها بسهولة تحمل شعار النصر، وأيضاً قفل ينفرد باللون الأخضر كتب عليه "عاصفة الحزم" ksa. وإضافة إلى التنوع في الكتابة البعيدة عن مشاعر الحبيب وحبيبته، حمل أحد الأقفال توقيع " إلى أمي"، و"اللهم انصره على من ظلمه".
ويزدحم المكان هناك بالناس الذين يشترون أقفالهم من محلات متخصصة ببيعها إلى جانب أقلام ذات أحبار جيدة لا يمكن للعابثين مسحها، ثم يضعون أقفالهم على الجسور، والتقاط الصور التذكارية قربها، إذ تشكل الأقفال بتكويناتها الملونة وأحجامها المختلفة، واللغات المتعددة، جدارية جميلة، تميّز لحظات العبور إلى المدينة القديمة، حيث تنتشر عمارات قديمة منذ العصر "الباروكي" في القرن السادس عشر، عندما انطلق آنذاك فن العمارة والتصوير.