رصد المراقبون على مدار الأسابيع الأخيرة الماضية، محاولات أطراف متضادة في التوجهات ومتفقة في الهدف على التشكيك في قوة العلاقات بين السعودية ومصر لمحاولة الإيقاع بين البلدين من خلال تضخيم الاختلاف في وجهات النظر بينهما. وكان الطرف الأبرز والفاعل في افتعال الخلاف وتضخيمه هي وسائل الإعلام الإيرانية التي احتفلت قبل أيام بتصريحات الكاتب الصحافي المصري محمد حسنين هيكل الذي ينتمي إلى الحقبة الناصرية والذي كان وفياً لنهجه عندما واصل هجومه على المملكة العربية السعودية بعدما كان قد بدأه منذ سبيعنيات القرن الماضي وحتى اليوم.
وقد أفردت وسائل الإعلام الإيرانية لتصريحات "هيكل" الكثير من مساحات التحليل والتمحيص، معبرة عن سعادتها بوجود خلاف كبير قد يصل إلى حد القطيعة بين المملكة ومصر.
وقال المراقبون: "زيارة ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان اليوم إلى مصر وحضوره حفل تخرج لإحدى الكليات العسكرية في مصر وجلوسه بجوار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي قطع كلمته ووجه له تحية خاصة، كان بمثابة رسالة بالغة الأهمية لكل العالم مفادها أن مصر والسعودية ستبقيان معاً لحماية الأمة العربية".
وأضاف المراقبون: "كانت بعض الأبواق المصرية المأجورة قد دأبت منذ سقوط حكم مبارك على انتقاد السعودية والتشكيك في مواقفها المشرفة مع قضايا الأمة العربية والإسلامية، لكن ذلك يعتبر تحركاً فردياً لا يعبّر عن موقف مصر حكومة وشعباً حيث تكنّ مصر للسعودية كل الود والاحترام".
وتشارك مصر بكل قوة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن وهو تحالف عربي خالص شكّل نقط تحول كبيرة وأحيا روح الوحدة العربية وأعطى الثقة لدى الدول العربية.