أثار إقدام قوات الأمن الإيرانية على هدم مسجد السُّنة الوحيد في طهران أمس الأربعاء موجات من الاستياء العارم بين ملايين المسلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بخلاف الاحتجاجات داخل الأراضي الإيرانية على الإجراء الاستفزازي والعنصري. ففي مدينة زاهدان، عاصمة بلوشستان إيران، وجَّه إمام جمعة السنة رسالة إلى "علي خامنئي "، معبراً عن الاحتجاج على هدم مصلَّى أهل السنة في طهران من قِبل بلدية العاصمة مدعومةً بقوى الأمن.
وعلى هاشتاق #إيران_تهدم_مسجد_السنة_الوحيد سطر المسلمون من دول عدة عبارات الاحتجاج والاستياء من الإجراء الذي أقدمت عليه السلطات الإيرانية من هدمها مساجد المسلمين رغم توفيرها معابد لليهود والنصارى! مبينين أن الإجراء العنصري والتمييز ضد السُّنة يعرّي الادعاءات الزائفة التي تدعي إيران من خلالها أنها دولة إسلامية.
وكان موقع "سني أونلاين" قد نشر خبر هدم مصلَّى السُّنة في طهران صباح أمس الأربعاء. وبحسب المصادر المحلية، فقد هاجمت قوات الأمن الإيرانية مصلَّى السُّنة الواقع في منطقة بونك بطهران صباح الأربعاء، وقامت بتفتيشه، كما فتشت منزل إمام المصلَّى مولوي عبيد الله موسى زادة، قبل إقدام البلدية على هدم المصلَّى.
وفي رسالة موجَّهة للمرشد الإيراني الأعلى، انتقد مولوي عبدالحميد إسماعيل زهي منع السُّنة في طهران من امتلاك مسجد خاص بهم، وأضاف: "في ظروف يعج فيها العالم بالأفكار المتطرفة والتكفيرية والتفرقة والعنف، والعالم الإسلامي بأمسّ الحاجة أكثر من أي وقت مضى للهدوء وسعة الصدر، لم يكن يتوقع السُّنة في إيران هدم المصلَّى الوحيد لهم في طهران. وخطوة كهذه تفتح مجالاً لأعداء الإسلام ودعاة العنف والتطرف؛ كي يبثوا الفُرقة بين المسلمين، وينشروا روح اليأس بين أطياف السُّنة".
يُذكر أنه سبق أن ختمت قوات الأمن مصلَّى السُّنة في طهران بالشمع الأحمر قبل أشهر عدة، لكن تراجعت بعد فترة ففتحت أبواب المصلَّى ثانيةً إلا أنها لم تسمح للسُّنة بإقامة صلاتَيْ الجمعة والعيد فيه.
وتمنع السلطات الإيرانية منذ عقود السُّنة من بناء مسجد لهم في العاصمة طهران؛ الأمر الذي دفعهم إلى إقامة الصلوات في المصلَّى الوحيد الذي يمتلكونه.
وبهذا الإجراء قضت السلطات على أي إمكانية لإقامة الصلوات للسُّنة في طهران.