وصلت إلى عدن اليوم سفينة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة تحمل "500,000" لتر من الوقود، وهذه أول سفينة وقود لبرنامج الأغذية العالمي تصل إلى الميناء منذ اندلاع الصراع في اليمن في شهر مارس. كان من المفترض أن تقوم السفينة "كوبنهاغن" بتفريغ حمولتها من الوقود في عدن في مطلع يونيو، ولكن القتال الدائر في المنطقة حال دون اقترابها من ميناء عدن وإعادة توجيهها إلى ميناء الحديدة؛ حيث تم تفريغ مليون لتر من الوقود الذي كانت تحمله.
وقال "مهند هادي" المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووسط آسيا وشرق أوروبا: "نحن نأمل أن نكون قادرين على الحفاظ على هذا التقدم في إيصال شحنات المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، وخاصة في ظل قطع جميع الطرق البرية المؤدية إلى محافظة عدن. نحن بحاجة إلى استخدام طرق النقل البرية والبحرية لضمان وصول الغذاء إلى الناس الذين هم بحاجة إليه".
ويحتاج البرنامج إلى مليون لتر من الوقود شهرياً لتشغيل عملياته في اليمن، وتحتاج العمليات الإنسانية إجمالاً إلى نحو 5 ملايين لتر شهرياً، بما في ذلك الوقود اللازم لطحن الحبوب، وكذلك الحفاظ على تشغيل مضخات إمداد المياه في جميع أنحاء البلاد. أدخل برنامج الأغذية العالمي على متن سفنه أكثر من مليونَيْ لتر من الوقود حتى الآن.
يذكر أن الوضع الغذائي في عدن في غاية السوء، ولاسيما أن معظم المخابز قد أغلقت بسبب نقص القمح والوقود؛ وفقاً لتقارير رصد السوق التي يقوم بها البرنامج، ارتفع سعر الوقود بنسبة مذهلة بلغت "800" في المئة مقارنة مع مستويات ما قبل الأزمة، كما ارتفع سعر دقيق القمح إلى أكثر من الضعف.
وتنضم في ميناء البريقة النفطي في عدن السفينة "كوبنهاجن" إلى سفينة "هان زي" التابعة أيضاً للبرنامج، وهي أول سفينة للمساعدات الإنسانية تصل إلى عدن منذ بدء القتال، حملت "هان زي" التي وصلت يوم الثلاثاء "3000" طن متري من المساعدات الغذائية ما يكفي لإطعام "180,000" شخص لمدة شهر واحد.
واضطرت كل من السفينتين إلى الانتظار خارج ميناء عدن لحين توفير مكان آمن في مرسى الميناء، وتصل في خلال ال24 ساعة المقبلة سفينة أخرى تابعة للبرنامج تحمل "3220" طناً مترياً من المساعدات الغذائية، بالإضافة إلى سفينة أصغر "داو" على متنها "390" طناً مترياً من المواد الغذائية.
وقام البرنامج بمحاولات متكررة لإرسال سفنه إلى عدن، ولم تنجح جميعها حتى يوم الثلاثاء، بسبب القتال الشديد في منطقة الميناء.
وسوف يستمر البرنامج في إرسال السفن التي تحمل الإمدادات الإنسانية إلى جميع الموانئ اليمنية لتلبية الاحتياجات الماسة لمئات الآلاف من السكان في جميع أنحاء البلاد، ولكن لا تستطيع الوكالات الإنسانية أن تحل محل الواردات التجارية من المواد الغذائية والوقود التي هناك حاجة شديدة لعودتها إلى مستويات ما قبل الأزمة.
منذ أبريل وصل برنامج الأغذية العالمي إلى أكثر من مليونَيْ شخص متضررين من النزاع ويعانون من انعدام الأمن الغذائي بشدة في ثلاث عشرة محافظة من المحافظات اليمنية؛ بما في ذلك: أبين، وعدن، والضالع، والمحويت، وعمران، وذمار، وحجة، والحديدة، ولحج، وصنعاء، وصعدة، وشبوة، وتعز.