أعلن منسّق عملية الطوارئ لدى برنامج الأغذية العالمي «التابع للأمم المتحدة» في اليمن، طاهر نور، أن البرنامج سيستمر في محاولة الوصول إلى عدن، جنوب اليمن، والمناطق المحيطة بها، عبر إرسال المساعدات براً من الحديدة في الغرب. وأكد في بيان صحافي، أن «ملايين الأشخاص في حاجة ماسة إلى الغذاء في المناطق التي تعذّر الوصول إليها لفترة طويلة بسبب القتال، كما أن اليمن دخل مرحلة حرجة في ما خص توافر المواد الغذائية في الأسواق، وارتفع عدد الذين يعانون من الجوع». وحوّلت سفينة مستأجرة من جانب البرنامج محمّلة بمساعدات غذائية حيوية ومتّجهة إلى ميناء عدن، مسارها إلى ميناء الحديدة بعد تلقّيها تقارير عن استمرار القتال والتهديدات الأمنية. وكانت السفينة «أم في أمستردام»، في طريقها من جيبوتي إلى اليمن، وكان على متنها أكثر من 5700 طن من المواد الغذائية التي تشمل: القمح والبقول وزيت الطعام ومسحوق المغذيات الدقيقة، وهو مكمّل غذائي يُستخدم لحماية الأطفال من سوء التغذية وفقر الدم. وتكفي تلك الحصص الغذائية لإطعام حوالى 60 ألف شخص لمدة شهر. وكان من المتوقع أن ترسو السفينة في عدن، عندما أصدرت سلطات الموانئ تحذيراً أمنياً جعلها تغيّر مسارها. ورست سفينة أخرى تحمل اسم «أم في سيلين»، في ميناء الحديدة أيضاً كما كان مقرّراً لها، وكان على متنها 7 آلاف طن من دقيق القمح، ويتوقع أن يستفيد من هذه الشحنة حوالى 70 ألف شخص. ولفت نور إلى أن «برنامج الأغذية العالمي يخطّط لإرسال مزيد من الغذاء عبر البحر في الأسابيع القليلة المقبلة، من قاعدة أنشأها في جيبوتي لإرسال المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية العاجلة إلى اليمن». وأكد أن «نقل المواد الغذائية وتوزيعها عبر اليمن من طريق البر، لا يزالان أمراً صعباً بسبب الاشتباكات المستمرة». ومنذ نيسان (إبريل) الماضي، وزّع البرنامج أكثر من 20 ألف طن من الغذاء في تسع محافظات على أكثر من 1.5 مليون يمني. وشدّد البرنامج على «الحاجة إلى تعزيز عمليات توزيع المساعدات الغذائية»، مشيراً إلى أن النزاع الأخير أدّى إلى معاناة نحو 2.5 مليون يمني آخرين من انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى 10 ملايين كانوا يعانون منه بالفعل ويكافحون للحصول على ما يكفي من الغذاء ليتمتّعوا بحياة طبيعية حتى قبل بدء الصراع». ويستورد اليمن، وهو أفقر بلد في المنطقة، نحو 90 في المئة من حاجاته الغذائية.