- نجاح عمليات التحالف و"إعادة الأمل" بقيادة السعودية يُعَدّ سقوطاً ذريعاً للتدخل الإيراني في اليمن. - تهديدات"خامئني" تعكس تخوّفه الكبير من النتائج السياسية والعسكرية التي بدأت تتحقق حالياً. - التقدم الاستراتيجي في اليمن بدعم سعودي سيتمدد ليشمل باقي المحافظات. - السعودية تُسهم في رفع معاناة الشعب اليمني وإعادة هيبة الدولة وتحسن الوضع الإنساني. شقران الرشيدي- سبق- الرياض: يبدو أن النجاح في "تحرير عدن"من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، هو الرد السياسي السعودي "الحازم" على لغة التحدي الإيرانية التي كانت تستخدمها ضد دول المنطقة، وزادت بعد اتفاقها مع الغرب على برنامجها النووي أخيراً.
فوصول أول طائرة سعودية لمطار عدن الخميس الماضي، وهي تحمل عدداً من وزراء الحكومة اليمنية الشرعية بالتزامن مع إعلان قوات التحالف والقوات الجنوبية والمقاومة الشعبية اليمنية تحرير مطار عدن وأجزاء كبيرة من المدينة، يعتبر تقدماً كبيراً في نجاح عمليات "إعادة الأمل" والتحالف بقيادة السعودية، في تحقيق الأهداف، وعودة الشرعية لكامل الأراضي اليمنية، وهذا ما يخشاه الجانب الإيراني بشكل كبير.
ولعل "تخرصات" وتهديدات المرشد الأعلى لإيران خامئني وغطرسته في كلمته التي ألقاها بمناسبة عيد الفطر المبارك، اليوم السبت، تُوَضّح تخوّف طهران الشديد من بداية تداعيات سقوط حليفها الحوثي في اليمن، حين قال مهدداً: "إن جمهورية إيران الإسلامية لن تتخلى عن دعم أصدقائها في المنطقة"، كما أنه ذكر في كلمته: "في مناخ التهديد الذي خلقه الأعداء، لن تقبل الجمهورية الإسلامية مطلقاً مطالب الأعداء المفرطة"؛ مما يعكس -بوضوح- تخوّفه من النتائج السياسية والعسكرية، التي باتت تتحقق على الأرض اليمنية؛ لا سيما بعد أن استطاعت قوات التحالف، بقيادة السعودية وقوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من خلال عملية "السهم الذهبي"، السيطرة على أكثر من 90% من عدن، وعلى مطار عدن الدولي، ودحر الحوثيين هناك.
وبهذا التقدم الاستراتيجي الكبير الذي أغاظ "خامئني" مرشد الدولة الإيرانية، تكون السعودية قد أسهمت في إعادة الحق للحكومة الشرعية لليمن، وبشّرت بقرب تحرير المدن اليمنية الأخرى من قوات الحوثي المتمردة، ووعوا ما يؤكده الناطق الرسمي باسم قوات التحالف، والمستشار بمكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري حين قال: "معركة عدن" هي بداية الطريق، وما تشهده عدن حالياً هو عملية متكاملة بين التحالف، والمقاومة الشعبية.
والتقدم المهم عسكرياً لقوات التحالف والقوات اليمنية واللجان الشعبية على الأراضي اليمنية، يؤكد قوة ونجاح الرد السعودي "الحازم"، الذي بدأ ب"عاصفة الحزم" ضد التدخلات الإيرانية السافرة في شؤون اليمن، ومحاولة التأثير على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والذي يراه مراقبون سيعزز القرار السياسي اليمني وفق مسارات عملية "إعادة الأمل"، وستكون عدن على موعد -خلال الأيام المقبلة- مع عقد أول جلسة لحكومة رئيس الوزراء خالد بحاح، وستكون مقراً لإدارة الدولة اليمنية؛ مما يعني -بشكل واضح وحاسم- فشل التدخل الإيراني في اليمن، وسقوط طهران في إحدى العواصم العربية التي تعبث بها؛ في المقابل تأكد نجاح سعودي مهم في إحقاق الحق، ورفع معاناة الشعب اليمني، وإعادة هيبة الدولة، وتحسن الوضع الإنساني المتدهور في اليمن.