طالب إمام جامع الملك خالد بالرياض، الشيخ خالد الجليل، عموم المسلمين بالإكثار من قراءة كتاب الله والصدقة، خاصة في هذا الشهر الفضيل الذي نزل فيه القرآن هدى للناس، إلى جانب فضل الاعتكاف خلال العشر الأواخر، والتقيد بشروطه، داعياً الله قبول صالح الأعمال من المسلمين، وأن يتقبل منهم الصيام والقيام. وعن الاعتكاف وشروطه في جامع الملك خالد خص الشيخ الجليل "سبق" بكلمة، قال فيها: "الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان لمن بعثه الله رحمة للعالمين. أيام قلائل ويفارقنا شهر الصيام والقيام، فمن أحسن فقد أحسن لنفسه، ومن أساء وفَرَّط ولم يقدر هذه النعمة التي أنعم الله بها عليه فلا يلومن إلا نفسه".
وتابع: "هذه الليالي عدها بعض أهل العلم أفضل ليالي الدنيا؛ لأن فيها ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، فيا لها من ليلة ما أعظمها، ومن منة ما أكرمها! فلك الحمد ربنا".
وأردف: "ومن أعظم العبادات التي يتقرب العبد فيها إلى الله -عز وجل- الاعتكاف، فهي عبادة مشروعة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، وسُنّة من سُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم–؛ فقد جاء في الحديث المتفق عليه عن السيدة عائشة - رضي الله عنها - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده".
وأضاف: "الاعتكاف كما ذكر بعض أهل العلم هو الانقطاع بالخالق عن الخلق، والخلوة به –سبحانه - والأنس به، وترك الدنيا وملذاتها؛ ولذلك قال ابن القيم في وصفه لاعتكاف النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- (عكس ما يفعله الجهال من اتخاذ المعتكف موضع عشرة، ومجلبة للزائرين، وأخذهم بأطراف الحديث بينهم، فهذا لون، والاعتكاف النبوي لون) اه". وذكر: "كما قلت، إن مقصود الاعتكاف أن ينقطع المعتكف عن الخلق، ويتصل بالخالق -سبحانه وتعالى-، ويأنس به، ويكثر من ذكر الله -عز وجل–، ومن صلاة النوافل كالضحى والنوافل المطلقة، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم.
وقد كان بعض السلف إذا دخلت العشر يختم القرآن كل يوم مرة، بل روي عن بعضهم أنه كان يختم في الليل ختمة وفي النهار ختمة. كما ينبغي للمعتكف قبل أن يعتكف أن يتفقه بأحكام الاعتكاف، ويطبق ما تعلمه من العلم".
يُذكر أن مؤسسة الملك خالد الخيرية قامت بتهيئة الجو المناسب للمعتكفين، سواء من الرجال أو النساء، كما وظفت مجموعة من الشباب لخدمتهم طوال أيام العشر الأواخر، كما وفروا الفطور والسحور، وما يتخللهما من مشروبات؛ كل ذلك ليتفرغ المعتكف باعتكافه وخلوته بربه -سبحانه-؛ فجزاهم الله عنهم خير الجزاء".