بدأت عشر العتق من النار، وبدأ المعتكفون يتجهون صوب المسجد الحرام أو النبوي، أو المساجد المنتشرة ليحيوا سنة الاعتكاف، تقربا إلى الله وبعدا عن زخرف الحياة الدنيا، فيوضح أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة وعضو مجمع الفقه الدولي الدكتور حسن بن محمد سفر، أن العشر الأواخر فيها ما يميزها من أنواع التعبد وهو «الاعتكاف»، مشيرا إلى أنه سنة من سنن هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وطبقه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم تطبيقا فعليا وليس انشغاليا في غيره، فإذا نوى المسلم الاعتكاف عليه التفرغ والانقطاع، ولا يشغله إلا العبادة وذكر الله عز وجل، لقول الله تعالى: (اذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)، هذه هي سنن الاعتكاف الذي بينها العلماء، وخصوصا ذوي التأليف والعبادات الخاصة والنصوص، مثل أبي طالب المكي. والأصل في الاعتكاف عدم اتخاذه مائدة بأن يجذب فيه المعتكف القهوة والشاي والطعام، كما هو موجود في بعض المساجد، وهذا لا يعني أن الإنسان لا يهمل نفسه بالمؤن الذي تقوم جهاده في تعبده الاعتكافي. ويشير وكيل الرئيس العام المساعد لشؤون الخدمات في الحرم المكي الشريف الدكتور يوسف الوابل، إلى أن أفضل أنواع العبادات في رمضان «الاعتكاف»، ولاسيما في العشر الأواخر، حيث يتفرغ فيها المسلم للذكر والعبادة، طلبا للأجر وتحريا لليلة القدر، ويدعو الوابل كل معتكف إلى الإخلاص لله، والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، والإكثار من الذكر، والصلاة، وقراءة القرآن، وأنواع العبادات والقربات. وطالب الوابل المعتكفين في المسجد الحرام إلى احترام بيت الله وتعظيمه، مشيرا إلى أن ذلك من علامات التقوى والإيمان، فيجب أن تكون رعاية حرمة البيت صفة للمعتكف. أما مدير خدمات الأبواب في الحرم النبوي راشد رويشد المغذوي فيؤكد أن الصائم يعتكف طلبا للأجر والمثوبة من الله، فلا يخل باعتكافه بمقصود الاعتكاف وحكمته والفائدة منه، وهو الانقطاع عن الانشغال بالخلق والاشتغال بالله سبحانه وتعالى، والبعد عن النوم الكثير، والكلام غير المفيد.