تَوَحّد رد الفعل الدولي حزناً على وفاة وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل؛ حيث اهتزت دول العالم أسى لفقدان أمير الدبلوماسية العربية وفارس السياسة السعودية؛ فأشاد الرئيس الأمريكي بمهارة الفقيد الدبلوماسية والتزامه، وأكدت فرنسا أن الفقيد عَمِلَ بلا كلل من أجل السلام والاستقرار؛ بينما انفطر العالم العربي ينعي ويتذكر محاسنه. وتفصيلاً، أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالفقيد؛ حيث قال: "دبلوماسي ملتزم وماهر"؛ بينما نعى وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي "لوران فايبوس" الفقيد، قائلاً: "إنه تَلَقّى -ببالغ الحزن والأسى- نبأ وفاة الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود الذي قاد السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية على مدى أربعين عاماً، وعَمِلَ بلا كلل من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأدنى والأوسط".
وأشار الوزير الفرنسي إلى تمسك الأمير سعود الفيصل -الشديد- باستقلال وسيادة المملكة؛ حيث حَظِيَ بمكانة فكرية عالية معترف بها عالمياً؛ مما مكّنه من إسماع وجعل صوت بلاده محلّ احترام في كل مكان.
وأكد "فابيوس" أن بلاده تخسر برحيل الأمير سعود الفيصل، المهندس الدؤوب للصداقة والتعاون بين فرنسا والسعودية؛ مشيراً إلى أنه في هذه اللحظة المؤلمة جداً، يُعرب لأقربائه وللعائلة المالكة وللسلطات والشعب السعودي عن تعاطفه العميق.
ونعتْ منظمة التعاون الإسلامي، الفقيد، وقالت: إنه أفنى حياته في خدمة قضايا وطنه وأمته العربية والإسلامية على مدار أربعة عقود.
وعبّر أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني، عن عميق حزنه لوفاة أمير الدبلوماسية العربية وفارس السياسة السعودية وحكيمها الذي ترأّسها منذ 1975.
ونعتْ جامعة الدول العربية، الفقيد؛ حيث قالت: "ببالغ الحزن وعميق الأسى ينعي الدكتور الأمين العام للجامعة "نبيل العربي"، إلى الأمة العربية والإسلامية المغفور له الأمير سعود الفيصل، الذي وافته المَنِيّة"، وعبّر الأمين العام -في بيان صحفي صادر عن الأمانة العامة للجامعة- عن "حزنه العميق لفقدان الدبلوماسية العربية والدولية فارساً نبيلاً وشجاعاً، طالما دافَعَ عن قضايا أمته بكل شجاعة وبسالة، وقاد دبلوماسية المملكة بكل كفاءة واقتدار على مدى أربعة عقود".
ووصف وزير خارجية مصر -في بيان صحفي- الفقيد ب"عميد الدبلوماسية العربية"، وأكد أن الشعب المصري لن ينسى للفقيد مواقفه المشهودة الداعمة والمساندة لمصر وللقضايا العربية على مدار العقود الأربعة الأخيرة منذ توليه لمنصبه كوزير للخارجية.
وأضاف: "الشعب المصري العظيم لا يمكن أيضاً أن ينسى للمغفور له مواقفه الداعمة لإرادته فى 30 يونيو، وتحركاته الخارجية الداعمة لمصر"؛ متذكراً مقولته الشهيرة أن "مصر لا يمكن أن ينالها سوء وتبقى المملكة والأمة العربية صامتة"؛ معرباً عن بالغ تعازي ومواساة مصر حكومة وشعباً للحكومة والشعب السعودي.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في بيان له: "ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل وزير الخارجية السعودي السابق، الأمير سعود الفيصل رحمه الله، نبأ ترجل الفارس العربي الأصيل، فارس الموقف والكلمة ومنارة الدبلوماسية العربية، الذي قضى حياته وهو يدافع عن قضايا شعبه وأمتيْه العربية والإسلامية، وفي مقدمتها قضية العرب والمسلمين الأولى القضية الفلسطينية".
واختتم: "إننا إذ نتقدم للأشقاء في المملكة العربية السعودية، ملكاً وحكومة وشعباً، بأحرّ التعازي والمواساة على رحيل الأمير الفيصل؛ فإننا نُعَزّي أنفسنا والأمتين العربية والإسلامية على فقدان هذه القامة العالية"؛ سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يُدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء".