شيعت جموعٌ غفيرة من المصلين اليوم، جثمان قتيل بلدة العوامية الشاب "ضيف الله بن صالح القرشي"، وذلك بعد أن أديت الصلاة عليه في جامع العباس بالطائف، ومن ثم حمل على الأكتاف للمقبرة المقابلة للجامع، وهناك تم دفنه بمشاركة ما يزيد عن خمسة آلاف من المصلين والذين تواجدوا بالجامع من وقتٍ مبكر، كان غالبيتهم من قبيلة آل حمود، ومن كافة قبائل قريش والذين تواجدوا للمشاركة في التشييع. وكانَ جثمان الشاب القرشي قد انطلق حملاً من عند ميدان السلامة باتجاه جامع العباس الذي يقترب منه، لحين إدخاله موقع الجنائز، ثم تمت الصلاة عليه بعد العصر، فيما ارتص عدد كبير من ذويه والذين تقبلوا فيه العزاء على مدخل المقابر في صورةٍ تؤكد كثافة الأعداد المشاركة، كذلك أن المصاب جلل وكبير على أسرة وذوي القتيل، الذي كان أثر الحزن والفقد واضحاً على ولده وأشقائه وكافة أفراد القبيلة التي ينتمي لها الشاب المقتول.
وعلى لسان العديد من أقارب القتيل، أكدوا أنه كان يتمتع بدماثة خلقه، وأنه كان محبوباً لديهم جميعاً، وباراً بوالديه، وأن والدته كانت الأكثر تأثراً لفقده، في الوقت الذي أكدوا فيه أن موته اغتيالاً عمّق أحزانهم، وأنهم يستنجدون بالجهات الأمنية ذات العلاقة لزيادة العمل من أجل الوصول إلى الجناة وأخذ القصاص منهم.
من جانبه أكد المتحدث الرسمي عن قبيلة المقتول، الدكتور حاتم القرشي والذي كان من بين المشيعين ل "سبق" أنهم يرفضون رفضاً قاطعاً أن يصاحب تشييع الجنازة مسيرة تحمل هتافات وشعارات وأنهم لا يقبلون ذلك على الإطلاق، مشيراً أن الجنازة نقلت إلى الجامع ومنه إلى المقبرة تقيداً بالهدي النبوي ودون أي مخالفاتٍ تذكر.
وكان قد وصل جثمان الشاب المقتول "ضيف الله بن صالح القرشي" مساء أمس، إلى مطار الطائف، منقولاً من المنطقة الشرقية في صندوق، وتم إركابه في طائرة مع المرافقين من ذويه، وفقاً لأوامر وتوجيهات من أمير المنطقة الشرقية، الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وبعد انتهاء التحقيقات من قِبل الجهات المختصة.
وكان الشاب القرشي، قد قتل بعيار ناري أصابه من قِبل اثنين من المجهولين كانا يمتطيان دراجة نارية في بلدة العوامية في القطيف بالمنطقة الشرقية ليلة رمضان، يوم الثلاثين من شعبان الماضي، إبان أن كان برفقة ثلاثة من أصدقائه في مركبة من نوع كامري، والذين أصيبوا بإصابات بسيطة، حيث اعترض طريقهم مجهولان، في حين أشارت المعلومات إلى أن المقتول كان برفقة أصدقائه في نزهة أوصلتهم لتلك البلدة دون أن يعلموا عنها، وحدث لهم ذلك الاعتراض من قبل المجهولين.
وقد بقيت الجثة لحين انتهاء التحقيقات اللازمة طوال الأيام الخمسة الماضية، بعد أن كانت الجهات الأمنية قد أصدرت بياناً بالحادثة في حينه.
وكانت أسرة وذوو المقتول قد استلموا جثة ابنهم البالغ من العمر 18 عاماً أمس بعد موعد الإفطار، وتم نقلها لمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف، حتى تم التشيع وصُليَ عليها ومن ثم دفنها اليوم الثلاثاء، بعد صلاة العصر بجامع العباس بالطائف.