وصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى بلاده اليوم عائداً من جنوب إفريقيا في تحدٍّ لمحكمة في بريتوريا، قالت في وقت لاحق إنه كان يتعين اعتقاله وإحالته للمحكمة الجنائية الدولية لمواجهة اتهامات بارتكاب إبادة جماعية. وقال وزير خارجية السودان إبراهيم غندور، عقب عودة البشير إلى العاصمة السودانية الخرطوم: "إن أعداء إفريقيا كانوا وراء المحاولة الفاشلة لاعتقال الرئيس البشير خلال مشاركته في القمة الإفريقية".
وأضاف: "المشاركة كانت من الممكن أن تكون طبيعية، وبلا ضوضاء.. لكن أراد لها أعداء إفريقيا وأعداء السودان أن يجعلوا منها دراما لحجب الأخ الرئيس من المشاركات المهمة".
وغادر الرئيس السوداني قاعدة ووتركلوف الجوية نحو الساعة 10:00 بتوقيت جرينتش عائداً إلى العاصمة السودانية الخرطوم.
ورغم صدور أمر قضائي ببقائه في جنوب إفريقيا لحين صدور الحكم على اعتقاله سمحت الحكومة للبشير بالمغادرة دون أي معوقات. واتهم الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا المحكمة الجنائية الدولية بالانحياز ضد الأفارقة، وأنها "لم تعد ذات جدوى".
وجنوب إفريقيا من الدول الموقعة على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وملزمة بتنفيذ أوامر الاعتقال، لكن السماح للبشير بمغادرة البلاد يؤكد حدوث تغيير في الأولويات الدبلوماسية للحكومة، وأن المصالح الإفريقية باتت تطغى على مصالح الغرب.
ويمثل القرار أيضاً ضربة للمحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي، التي لم توجه أي إدانات سوى لاثنين من زعماء المليشيات الإفريقية غير المعروفين منذ بدء عملها في 2002، وتكافح لمحاسبة أصحاب النفوذ الذين يحاكمون داخل دولهم.