أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، مساء الأحد، مقتل الإرهابي الجزائري مختار بلمختار، الملقب باسم "الأعور"، المرتبط بتنظيم القاعدة، في غارة نفذتها طائرات أمريكية في شرق ليبيا ليل السبت، واكتفت واشنطن من جهتها بتأكيد حصول الغارة وهدفها دون أن تؤكد مقتل "بلمختار". ونقلت وكالة أنباء "فرانس برس" عن بيان حكومة عبدالله الثني، أن "الطائرات الأمريكية قامت بمهمة نتج عنها قتل المدعو المختار بلمختار ومجموعة من الليبيين التابعين لإحدى المجموعات الإرهابية بشرق ليبيا".
وتابعت أن الغارة الأمريكية تمّت "بعد التشاور مع الحكومة الليبية المؤقتة للقيام بهذه العملية التي تساهم في القضاء على قادة الإرهاب المتواجدين على الأراضي الليبية".
ونقلت وكالة أنباء "رويترز" عن بيان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ستيفن وارن: "نحن نقيّم نتائج العملية، وسنقدم معلومات إضافية في الوقت المناسب"؛ مضيفاً أن الضربة نُفّذت "الليلة الفائتة".
ولم يُنشر أي تفاصيل إضافية بشأن هذه العملية أو كيف تمت؛ علماً بأن الولاياتالمتحدة نشرت في هذه المنطقة في السابق طائرات بدون طيار.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الليبية عن مصدر مسؤول في الحكومة الموقتة التي تتخذ من مدينة البيضاء في شرق ليبيا مقراً لها، أن الغارة "جرت ليل السبت- فجر الأحد في مدينة أجدابيا" التي تبعد 160 كم غرب مدينة بنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي.
وتابع المصدر أن الغارة استهدفت "إحدى المزارع؛ حيث كان يعقد "بلمختار" اجتماعاً مع قادة تنظيمات إرهابية، من بينها أعضاء في جماعة أنصار الشريعة"، التي تعتبرها الأممالمتحدة منظمة إرهابية.
من هو بلمختار؟ ولد بلمختار في يونيو 1972 في غرداية الواقعة، على أبواب الصحراء الكبرى، ولم يكن قد أتم عقده الثاني حين ذهب للقتال في أفغانستان في 1991؛ حيث فَقَدَ عينه اليمنى، واكتسب لقب "الأعور".
و"بلمختار" الذي يُعتقد أنه العقل المدبر لعملية احتجاز الرهائن الدامية في حقل "عين أمناس" للغاز في الجزائر مطلع 2013 (قُتِل فيها 37 رهينة أجنبية وجزائري واحد و29 مهاجماً)، هو القائد السابق ل"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قبل أن ينشقّ عنه ويؤسس في نهاية 2012 تنظيم "الموقعون بالدم".
وفي 2013، اندمج تنظيمه مع حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، إحدى المجموعات الجهادية التي سيطرت على شمال مالي لحوالى عام بين خريف 2012 ومطلع 2013؛ لتولد بذلك جماعة "المرابطون" التي تزعّمها "بلمختار"؛ ولكن هذه الزعامة كانت موضع تشكيك مؤخراً من جانب خبراء في شؤون الجماعات الجهادية.
وبحسب هؤلاء الخبراء؛ فإن الانقسامات داخل قيادة "المرابطون" خرجت إلى العلن مع إعلان أحد قادتها في منتصف مايو الماضي مبايعة الجماعة لتنظيم "داعش"، ثم نفى "بلمختار" نفسه ذلك، وجدّد البيعة لزعيم القاعدة أيمن الظواهري.