استنكر المجلس الأعلى للقضاء، برئيسه وأعضائه وعموم القضاة وكل منسوبي الجهاز القضائي والعدلي، الحادث الإجرامي الأليم بالمنطقة الشرقية، داعين الله -عز وجل- أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه. وأكد الأمين العام والمتحدث الرسمي للمجلس الشيخ سلمان بن محمد النشوان أن الحادث الأليم والآثم الذي وقع في جامع العنود بالدمام، يوم أمس، بعد أسبوع واحد فقط على حادث مسجد القديح بالقطيف، يعد تأكيداً على استهداف أمننا واستقرارنا ووحدتنا، ويسعى مخططوه ومنفذوه لإذكاء نار الطائفية وإشعالها، وتأجيج الخلافات المقيتة؛ خدمة للقوى الخارجية التي تحاول إشغال دولتنا، حرسها الله وأيّدها بنصره وتوفيقه.
وأضاف الشيخ "النشوان": ليست هذه الحوادث المستهدف فيها طائفة معينة، بل هي ترمي لما هو أبعد من ذلك؛ لشحن النفوس ونشر الفوضى والعنف دون أي إحساس بحرمة الدماء وعصمتها.
وقال: إننا أمام منعطف خطير واختبار كبير لوحدتنا والتفافنا حول ولاة أمرنا وعلمائنا، فينبغي أن تزيدنا هذه الحوادث قوة وتعاوناً للتصدي للمحاولات البائسة والأفكار التكفيرية التي يدعو لها فئة من الناس أعماهم الجهل والْتبس عليهم الحق، وصمّوا آذانهم عن صوت العلماء الراسخين في العلم، فتلطخت أيديهم الغادرة بدماء سيُسألون عنها يوم القيامة عند حكم عدلٍ لا يظلم مثقال ذرةٍ جل في علاه.
وأضاف: بحمد الله وفضله وتوفيقه ثم بيقظة الجميع وجهود رجال الأمن لم يستطع منفذ الجريمة دخول الجامع، مما قلل من الخسائر في الأرواح فالحمد لله على قضائه وقدره.
ووجّه الشيخ "النشوان" الدعوة إلى الاجتماع على الهدى والحق والوقوف صفاً واحداً ضد هذا الفكر الضال المنحرف الذي يريد من خلال قيامه بهذه الجرائم إحداث فتنةٍ وفرقة سيكون لَهَا الأثر السيئ على الجميع، إن لم نحكم عقولنا ونجتمع على كلمة سواء خلف ولاة أمرنا وعلمائنا الذين يسعون للقضاء على هذا الفكر المنحرف وهذا الاستهداف السافر.
وفي ختام كلمته قال الشيخ "النشوان" إن المجلس الأعلى للقضاء برئيسه وأعضائه وعموم القضاة وكل منسوبي الجهاز القضائي والعدلي في هذه البلاد المباركة يستنكرون هذا الحادث الإجرامي الأليم، ويدعون الله -عز وجل- أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يعيذها من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجمعنا على الحق والسنة، ويديم أمننا وأماننا، ويزيدنا إيماناً وصلاحاً، ويوفق ولاة أمرنا لما فيه صلاح البلاد والعباد.
وختم بالدعاء: اللهم من أرادنا وأراد بلادنا وأمننا وولاة أمرنا بسوء فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واكفنا بما شئت، وأنت السميع العليم.