أكد المستشار والباحث في الشؤون الإسلامية والاجتماعية سلمان بن محمد العُمري على أهمية ما يقوم به رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعمال دعوية وتوعية ووقائية وأمنية، وهو واجب ديني ووطني، وأن عملهم لا يقتصر على المكاتب فقط بل غالبية أعمالهم ميدانية قد يصل في بعض الأحيان على مدار الأربع والعشرين ساعة، وجهودهم الكبيرة معروفة . وأوضح العُمري أن رجال الحسبة يتطلعون إلى وضع كادر خاص لتحسين رواتب العاملين في الجهاز، وترغب به، وتحد من تسرب رجالات الحسبة من هذا القطاع إما بالتقاعد المبكر أو الانتقال إلى قطاعات حكومية أخرى، مع أهمية إنشاء أكاديمية تعنى بالدعوة والاحتساب لتطوير أعمالهم حيث إن التأهيل الأكاديمي والدورات المتخصصة تعطي ثمرات إيجابية تنعكس بشكل جلي على تحسين مخرجات العمل وبالذات ممن يعملون في الميدان.
وبين أن عناية المملكة بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ميزة وفريدة خاصة لبلاد الحرمين الشريفين وهي ليست وليدة اللحظة، أو جراء موقف معين تم بموجبها إنشاء جهاز للحسبة بل هو منهج شرعي قامت به الدولة.
وأشار العمري إلى أن المملكة أولت شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تعد واجبة على كل مسلم كل بحسب استطاعته ونفوذه اهتماماً بالغاً حيث قام الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه بإنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عام 1345ه وعين لها مشايخ للاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولفت في ختام حديثه إلى أن جهاز (الحسبة) شهد تطوراً ملحوظاً حتى أصبح رئاسة مستقلة مرتبطة برئيس مجلس الوزراء مباشرة، وأضحت عناية الدولة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مستمرة وهي من خصائص هذه الدولة المباركة أدامها الله على الشريعة وحفظها، كما أن هذا يعد من أعلى أوسمة الشرف التي تحملها بلاد الحرمين الشريفين بل إنه من نعم الله الكبرى علينا في المملكة بإقامة جهاز حكومي عال يعنى بهذه الشعيرة العظيمة.