إنجاز علمي جديد.. «محمية الملك عبدالعزيز الملكية» تنضم للقائمة الخضراء الدولية    «PIF» يرفع ملكيته في الشركات المدرجة إلى 1.73 تريليون ريال    مدير تعليم جدة: نتعامل بدقة مع البلاغات الطارئة    «الشورى» يناقش مقترح مشروع «نظام رعاية الموهوبين»    وزارة الداخلية في مؤتمر ومعرض الحج .. الأمن في خدمة ضيوف الرحمن    «إسرائيل» تطالب بترحيل الأسرى إلى الخارج    مرحلة التصويت تغلق.. وإعلان الفائزين في حفل ل"Joy Awards 2025" السبت المقبل    15 ممكناً للمنشآت الأعضاء في برنامج «المشغل الاقتصادي السعودي المعتمد»    الذهب ينخفض مع توترات أسعار «الفائدة».. والأسهم تتراجع    مترو الخرج    ترشيد الإنفاق الأسري    تعزيز الابتكار واستكشاف الفرص الواعدة في قطاع التعدين    أمير الجوف يشيد بدور "حقوق الإنسان"    الطائرة الإغاثية السعودية العاشرة في دمشق    «اجتماعات الرياض» تبحث إعادة بناء سوريا وتحقيق أمنها    ميزة لإدارة الرسوم المتحركة بمحادثات «واتساب»    700 ألف إسترليني لتحرير غوريلا مسجونة    ولي العهد يتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية    ولي العهد ورئيس وزراء اليونان يترأسان «مجلس الشراكة» ويبحثان المستجدات    الهلال يغري نونيز نجم ليفربول براتب ضخم    بعد انقضاء 16 جولة من دوري" يلو".. نيوم في الصدارة.. والعدالة يواصل المطاردة    " الضوضاء الإعلامية وحارس الفيحاء"    "عدنان حمد" يقود أول حصة تدريبية للعروبة .. والسومة يشارك في التدريبات    برعاية الأمير فيصل بن خالد.. إطلاق جائزة الملك خالد لعام 2025    "محمية الملك عبدالعزيز الملكية" تنضم إلى القائمة الخضراء الدولية    إقامة ملتقى إضاءة عسير للأشخاص ذوي الإعاقة    «الشورى» يناقش تعديل نظام رعاية الموهوبين    حسام بن سعود: المحاكم لها دور في إرساء مبادئ العدل والشفافية    مقترح للدراسة في رمضان    محمد بن عبدالرحمن يقدم التعازي للحميدان و بن حشر و بن نوح    تواصل ارتفاع إجمالي الطلب العالمي للشحن الجوي للشهر 16 على التوالي    قرية "إرث".. تجربة تراثية    تطلق وزارة الثقافة مسابقة "عدسة وحرفة" احتفاءً بعام الحرف اليدوية2025    تشوه المعرفة    بمشاركة عربية واسعة.. «إثراء» يطلق النسخة الرابعة من ماراثون «أقرأ»    لا ناقة لي ولا جمل    نزيف ما بعد سن انقطاع الطمث    تناول الحليب يومياً يقي من سرطان القولون    النوم في الظلام.. يقلل مخاطر الاكتئاب    أرقام «الإحصاء».. والدوسري.. وصناعة المُستقبل    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان أثناء استقبال محافظ الداير له " على عاتقنا مسؤولية الوقوف كدرع منيع لحماية هذا الوطن "    العراق وترمب.. لا منطقة رمادية    من إدلب إلى دمشق!    انطلاق دوري الفرسان التطويري بمشاركة 36 فريقاً    هل أطفالنا على المسار الصحيح ؟!    دول أوروبية تدعو لتخفيف العقوبات على سورية وإبقائها على الأسد    تحديث وإنجاز    اختبار أخير لجوميز الأهلي    "سعود الطبية" تُنقذ 600 مريض يعانون من النزف الهضمي في 2024    هيئة الهلال الاحمر السعودي بنجران تتلقى 12963 بلاغاً خلال عام 2024    فيصل بن مشعل يزور محافظة أبانات ويلتقي الأهالي    ختام مؤتمر مبادرة رابطة العالم الإسلامي لتعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة    الأمير سعود بن نهار يلتقي مدير إدارة المساجد بالمحافظة    أمسية شعرية مع الشريك الأدبي يحيها وهج الحاتم وسلمان المطيري    مواد إغاثية سعودية للمتضررين في اللاذقية    المسجد النبوي يحتضن 5.5 ملايين مصل    هل نجاح المرأة مالياً يزعج الزوج ؟!    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة الأميرة فهدة بنت فهد بن خالد آل سعود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالعزيز آل الشيخ أول من تولى ولاية الحسبة منذ عهد التأسيس
نشر في اليوم يوم 24 - 01 - 2013

عندما فتح الملك عبدالعزيز رحمه الله مدينة الرياض سنة 1319ه كان العلماء يقومون بواجبهم في الاحتساب على مستوى فردي، وكان من أبرزهم: الشيخ : عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ - رحمه الله - الذي كان يقوم بالحسبة تطوعاً في مدينة الرياض، واحتساباً لوجه الله، فكان إذا علم أن فرداً من الناس قد ارتكب هنة من الهنات، بعث إليه أحد الحاضرين عنده، وأمره أن يأتي به إليه فإذا أتى زجره عن تصرفه فيما بينهما، وهدده بالعقاب، وبعد هذه المقابلة كان المذنب لا يعود لفعلته غالباً، فإن عاد، جمع الشيخ من عنده من الحاضرين، وجلد ذلك المذنب حسب ذنبه، ثم أرسله، وإن كان امرؤ قد اشتهر بترك صلاة الفجر، وثقل قيامه لها، أتى به إلى بئر من الآبار، ثم يأخذ دلواً من الماء ويسكبه على ذلك المتكاسل المتهاون، وكان هناك عقوبة أخرى يعاقب المحتسبون بها الكسالى عن الصلاة، والذين يقضون ركعات منها، أو يقضونها كلها، وهي أن ينادي بأسمائهم في المسجد ثم يؤنبهم حسب الحال. وحين استقرت البلاد واتسع الحكم نسبياً كلّف الملك عبدالعزيز رحمه الله الشيخ عبدالعزيز بن عبدالطيف آل الشيخ -رحمه الله- بالقيام على ولاية الحسبة، وأن يمارس أعمالها وينفذها دون تهاون، ويباشر أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نطاق أوسع، وقام الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بتزويد الشيخ بأعضاء يساعدونه على أعمال ولاية الحسبة، كفضيلة الشيخ عمر بن حسن بن آل الشيخ -رحمه الله- والشيخ عبدالرحمن بن إسحاق آل الشيخ - رحمه الله- والشيخ عبدالطيف بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- واستمر هؤلاء يقومون بالاحتساب بمفردهم أحياناً، وأحيانا أخرى ينضم إليهم بعض الرجال، ثم ما فتئ الملك عبدالعزيز يدعمهم بين الحين والآخر بمن يعاونهم ويساعدهم في الأعمال التنفيذية للاحتساب وهم رغم قلتهم إذ ذاك، لكنهم كانوا يؤدون على ما أنيط بهم من المهمات على خير حال بعلمٍ وحكمةٍ؛ فيأمرون، وينهون، ويلاحظون الشبيبة التي تهرب عن الصلاة، أو الذين يتجمعون تجمعات مشبوهة خارج العمران ويقومون بنصحهم والإنكار عليهم.وكلما توسعت البلاد واطرد نموها أمدَّ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- المحتسبين بالأعوان، وكان المقر الرئيسي للمحتسبين مدينة الرياض، وكان هناك فروع في المدن الكبرى في نجد، ولما انضمت عسير إلى الدولة السعودية أنشئ لها فرع، وكذلك أنشئ فرع في كل من الأحساء وحائل، حينما دخلتا تحت حكم الملك عبدالعزيز -رحمه الله-

تنظيم الاحتساب :
وعقب وفاة الشيخ عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ -رحمه الله- كلَّف الملك عبدالعزيز رحمه الله أحد مساعديه وهو الشيخ : عمر بن حسن آل الشيخ رحمه الله بأعمال الاحتساب عام 1345ه‍، فأصبح الشيخ عمر رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة نجد، بما فيها القصيم وحائل وكافة بلدان العارض، ثم بعد ذلك ضُم إليه المنطقة الشرقية والحدود الشمالية، وعندئذ اقتضت المصلحة إيجاد مقر دائم للهيئة، بحيث يجلس فيه الرئيس العام ويضم الموظفين، والدعاة المرشدين، والمنفذين، وتكون مقراً لكافة المراجعين، وفي هذه المرحلة اختصت رئاسة الهيئة بتنظيم أعمال الاحتساب، وتسيير الأعمال الإدارية وإنجاز المعاملات، والتحقيق مع المتهمين، وإجراء ما يلزم من التأديب وبالنسبة لمدينة الرياض : فقد أُنشئت عدة مراكز فرعية لها في الأحياء، نظراً للتوسع العمراني، وعُين لكل مركز رئيس يدير شؤونه، وزود بعدد من الأعضاء والمعاونين وبعض الجند المنفذين. أما خارج مدينة الرياض فقد أنشئت فروع للهيئة في كل مدينة وقرية، وكل فرع، له مقر دائم، ورئيس، وأعضاء، وجنود، وتقوم هذه الفروع بإحالة القضايا المهمة إلى الرئاسة في الرياض. وكان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - لا يكاد يسمع أن قرية ليس فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا وجه إلى القائم فيها كتاباً يأمره بتعيين رجال من أهل الصلاح والتقوى لهذا الأمر.

سيارات حديثة لهيئة الامر بالمعروف

العمل ميدانيا :
وتبع هذه المرحلة من أعمال التطوير أن الهيئة كانت تقوم بتعيين مراقبين للتفتيش لمراقبة حسن سير العمل بالفروع ومتابعتها، وذلك عن طريق القيام بجولات تفتيشية مفاجئة، والقيام بأعمال الدوريات الليلية على الأسواق , والأماكن العامة، والشوارع والمحلات.
"كلما توسعت البلاد واطرد نموها أمدَّ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- المحتسبين بالأعوان، وكان المقر الرئيسي للمحتسبين مدينة الرياض، وكان هناك فروع في المدن الكبرى في نجد، ولما انضمت عسير إلى الدولة السعودية أنشئ لها فرع، وكذلك أنشئ فرع في كل من الأحساء وحائل، حينما دخلتا تحت حكم الملك عبدالعزيز "

محتسبو الحجاز :
وعقب أن ضم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الحجاز عام 1344ه‍ إلى المملكة بدأ التفكير في أمر الاحتساب، وتعيين رجال يتولونه، ويتضح ذلك من الخطاب الذي وجهه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إلى علماء وأعيان مكة المكرمة، عشية دخولها عام 1344ه‍، حيث جاء فيه : ( ... وبما أن الأمر واجب من قبل الله، ونحن وأنتم ملزمون به، ولا حجة لأحد يدعي الإسلام وهو تارك للصلاة .. فالرجاء أن تنظروا في الأمر وتعينوا رجالا من إخوانكم المنتسبين للخير..)
كما تبين في نصيحته - رحمه الله – حيث قال: ( وبما أننا رأينا بعض الأمور التي توجب سخط الله وتمنع رضاه، يجب القيام بالنهي عنها من جميع المسلمين وأمرائهم وعلمائهم ... ونحن نبين لكم الأمور التي حصل الاتفاق منا، ومن علماء المسلمين عليها، فقد قررنا أن نعين هيئات، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ومن أهم ذلك: إلزام الناس بالمحافظة على الصلوات الخمس في جماعة، وحض الناس على تعلم دينهم، والقيام على أهل المنكرات، والنظر في أمر الزكاة، والنظر في معاملات الناس، وتفقدها للبعد عن الربا والغش والظلم ) ..إلى أن بعث الشيخ عبدالله بن سليمان بن بليهد الخالدي رئيس قضاة الحجاز آنذاك مكاتبة إلى الملك عبدالعزيز بتاريخ 20صفر سنة 1345ه‍ جاء فيها : ( .. أنهي إلى جلالتكم أنه وقع الاختيار على حضرات الذوات المذكورة أسماؤهم برفقه، ليقوموا بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورأينا أن يكون رئيس تلك الهيئة الشيخ : عبدالله الشيبي ونائبه السيد حسين نائب الحرم، وكاتب الهيئة الشيخ عباس عبدالجبار، وأن يكون مركزها بمدرسة السيد أحمد عيد بباب الصفا، وأن تكون أعمالها:
- تتبع أحوال الناس من جهة المعاملات والعادات، فما وافق الشرع منها تقره، وما خالفه تزيله.
- منع البذاءة اللسانية التي تعودها السوقة.
- حث الناس على أداء الصلوات الخمس جماعة.
-مراقبة المساجد من جهة أئمتها ومؤذنيها ومواظبتهم، وحضور الناس بها، وغير ذلك من دواعي الإصلاح.
- أن يتخذ في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: الوسائل الموصلة إلى ذلك بالحكمة، وإذا أعياها أمر من الأمور، رفعت فيه إلى أولي الأمر لإجرائه.
قد شرح الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على تلك المكاتبة الآتي :
ولدنا فيصل، هذا كتاب من الشيخ : عبدالله بن بليهد، تنظرون هذا التقرير وتقرونه عليه ثم الختم الملكي، والتاريخ في 20صفر 1345ه‍ .
وفي الورقة المرفقة بهذا الكتاب أسماء المرشحين على النحو التالي :

سيارة الصلاة المتنقلة

أولاً : من أهل مكة :
محمد عقيل - محمد شرواني - عبدالله شيبي- عبدالرحمن بشناق - عمر جان - عباس عبدالجبار - عمر فقيه - عبدالرحمن زواوي - حسين باسلامة - حسين نائب الحرم.
ثانياً : من أهل نجد :
محمد بن مضيان - على المنصور آل هديان - أحمد بن ركيان - عبدالله السليمان آل مهنا.
ويبدو أن الهيئة التي أنشئت في مكة المكرمة بموجب الأمر الصادر من رئيس ديوان النيابة العامة برقم 2295 في 16/2/1346ه‍، وكانت تخضع لها مدن جدة والطائف وغيرها، أما المدينة المنورة، فقد أنشئ فيها مكتب للهيئة - شبه مستقل في ذلك الوقت - لكنه يخضع في رئاسته العليا إلى نائب الملك في الحجاز، سمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز - آنذاك - وقد بعث جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - خطابه رقم 723 وتاريخ 9/4/1346ه‍ إلى أمير المدينة، يحمل توجيهات جلالته بأن تكون الأمور التي يتم الاحتساب فيها، هي ما يحددها ويراها الشيخ عبدالله بن حسن بن حسين بن علي بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب، الذي عين رئيسا للقضاة في المنطقة الغربية أوائل عام 1346ه‍ بدلا من الشيخ عبدالله بن بليهد الذي انتقل إلى حائل.
ثم آلت إلى الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ رئاسة هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمحكمة الشرعية والحرم ودوائره، وما يجري فيه، الراجعة للدين وللشرع فالعمل على ما يرى الشيخ عبدالله بن حسن، فيعمل به، ثم وحدت المكاتب وصدر الأمر الملكي بتاريخ 18/1/1347ه‍ بتعيين الشيخ : ( عبدالظاهر محمد أبو السمح ) رئيساً للهيئة في الحجاز، ومقرها مكة المكرمة . وفي 20/3/1347ه‍ صدر نظام للهيئة مكون من ثلاث عشرة فقرة، وجاء فيه : اختيار أعضاء شرفيين للهيئة، يجتمعون مع الرئيس كل يوم خميس من كل أسبوع للتباحث في الأمور الهامة، إلاّ إذا اقتضى الأمر اجتماعهم أكثر من مرة في الأسبوع، وقد حدد النظام بعض أمور الاحتساب، وحدد بعض المناطق للاحتساب، كما أوجب ضرورة إشراف الهيئة على تنفيذ التعزيرات التي يحكم بها القضاة.
وفي 26رجب من عام 1349ه‍ صدر نظام الهيئات بالحجاز بمدير الشرطة العام . ثم في 15محرم من عام 1356ه‍ صدر نظام آخر يقضي بأن يكون مرجع الهيئات رئاسة القضاة، وهو مكون من ثلاثين مادة.
ثم في10 صفر من عام 1372ه صدر نظام يقضي بربط الهيئات بالحجاز بالنيابة العامة ثم بمجلس الوزراء وتم تعيين الشيخ عبدالملك بن إبراهيم آل الشيخ رئيساً لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الحجاز ومرجعه المباشر النائب العام الملك في الحجاز، وبعد إلغاء النيابة العامة هناك، صار الرئيس يرجع إلى رئاسة مجلس الوزراء مباشرة، وضم إليه النظر في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جنوب المملكة، وتبعاً لهذا التطوير قامت الرئاسة بفتح فروع لها في المدن والقرى التابعة، ووضعت المراكز، وعين فيها من يلزم من الموظفين.

مقر هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية القديم (اليوم)

في عهد الملك سعود :
كانت الفترة التي حكم فيها الملك سعود - رحمه الله - بعد عام 1373ه‍ عبارة عن امتداد وتأصيل لتثبيت الأوضاع، وترسيخ الاستقرار في كافة مرافق الدولة بصفة عامة، وفي أعمال الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على وجه الخصوص، فقد أخذت الدولة بالأساليب الحديثة في التشكيلات والأعمال الإدارية، وأنشئت لهذا الغرض أجهزة متخصصة في كافة المرافق تمشياً مع مقتضيات العصر، ولوازمه العصرية، وكانت السمة البارزة لتلك النظم الحديثة هي التخصص في الأعمال والأنشطة سواء أكانت للإنتاج أو الخدمات، أو الرقابة، أو المتابعة، أو غير ذلك من أنشطة.
في عهد الملك فيصل :
اهتم الملك فيصل بجانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله في المملكة العربية السعودية أيما اهتمام، ودعم جهاز الحسبة الذي يعنى بالإشراف على ولاية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكثيراً ما يركز الملك فيصل - رحمه الله - على أن المشكلة تنحصر بالدرجة الأولى في عدم فهم الإسلام ومزاياه من قبل بعض الناس، وهذا هو ذنب المسلمين، وليس ذنب الإسلام وقد اتجهت الحسبة في عهد الملك فيصل - رحمه الله - إلى التخصص في أعمال المحتسب بخلاف ما كانت عليه في عهد الملك عبدالعزيز والملك سعود رحمهما الله، والواقع أن التخصص في أعمال الاحتساب لا يقلل من شأن المحتسب أو من الاحتساب وعلى ذلك فإن نزع بعض المهام من الهيئة خلال هذه الفترة لا يقلل من شأنها، لأن ما انتزع منها كان بحاجة إلى تخصص دقيق لأدائه، والمراقبة فيه، وليس بمقدورها وحدها أداؤه، والاحتساب فيه في ظل الظروف المتطورة، والأساليب العصرية الحديثة، وإلا لأنشئت بها معامل لتحليل العينات، وللمواصفات والمقاييس، بالنسبة للمصنوعات، وغير ذلك : وقد بقيت لديها الأعمال الهامة اللصيقة بها تاريخياً، وهي الاحتساب في الأمور الدينية، وبالأخص فيما يتعلق بالمحافظة على سلامة العقيدة، وفي العبادات وما يتعلق بها، وفي الكثير من المعاملات والأخلاقيات، ولذا ركزت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما أنيط بها في هذه الفترة تركيزاً شديداً فعمدت عندها إلى الأخذ بالأسلوب الإداري الحديث، ومن التسلسل الإداري في تلقي التعليمات والأوامر أو إصدارها، وترسيخ الهيكل الوظيفي، والتوسع في إنشاء الفروع في البلدان والمناطق النائية، وإحلال الكفاءات المدربة والمتعلمة، والتزود بوسائل الاتصال الحديثة وغير ذلك مما يساعدها على النهوض بأعمالها على خير وجه.

أحد رجال الهيئة يشرح مخالفات السحر والشعوذة

عهد الملك خالد :
شهدت المملكة العربية السعودية في عهد الملك خالد رحمه الله حركة نمو اقتصادي، وتطور في كافة المجالات، وتبعاً لذلك تطورت الأساليب الإدارية في كافة مرافق الدولة بما في ذلك هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد رُئي أن من الأصلح ضم كل من الهيئة في الحجاز، والهيئة في نجد في هيئة واحدة، حيث صدر المرسوم الملكي ذو الرقم م / 64 وتاريخ 1/ 9/1396 ه‍ القاضي بتوحيدهما تحت مسمى : الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك لسهولة الإشراف والمتابعة، وتم تعيين معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن آل الشيخ - رحمه الله - رئيساً لها بمرتبة وزير .
ثم صدر أمر ملكي بتاريخ 5/9/1397ه‍ بتعيين الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ - حفظه الله - رئيساً لها بمرتبة وزير وبهذا التوحيد أصبحت هناك مركزية للرئاسة العامة للهيئة في كافة مناطق المملكة، وبدأت في الأخذ بالأسلوب الإداري الحديث، وازدادت العناية بجانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبدأت الهيئة ترتبط بفروعها من خلال وسائل الاتصال الحديثة، وقد هيأ لها ذلك الإحاطة بكافة ما يجري ويقع من أحداث في مناطق المملكة بالسرعة المطلوبة عن طريق اتصالها بفروعها، بالإضافة إلى إنشائها العديد من تلك الفروع والمراكز في المناطق والمدن، والقرى، والمناطق النائية، بل في مختلف الأحياء ثم صدر نظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بموجب المرسوم الملكي ذي الرقم ( م / 37) والتاريخ 26/10/1400ه‍ الذي نظم أعمال الرئاسة تنظيماً حسناً، وأخرجها في طور جديد، ويتكون النظام من إحدى وعشرين مادة مقسمة على أربعة أبواب تحت العناوين الآتية :
الباب الأول : تشكيل الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف وما يتبعها.
الباب الثاني : صلاحيات الرئيس العام.
الباب الثالث : تعيين وترقية أعضاء وموظفي الهيئات وتأديبهم.
الباب الرابع : واجبات الهيئة في المدن والقرى.
وقد أعطى هذا النظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عدداً من الصلاحيات.
عهد الملك فهد :
اهتمت المملكة بجانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل إنها تميزت وانفردت عن غيرها من سائر الدول الإسلامية في إيجاد جهاز مستقل كبير يعنى بجانب الاحتساب على المخالف، وتذكير المقصر في جانب المعروف، والأخذ على أيديهما إن اقتضى الأمر ذلك، حتى أصبحت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهازاً مستقلاً يرتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء ويعين رئيسه بأمر ملكي برتبة وزير.
وكان من عناية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن احتوى النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر الملكي رقم أ/90 المؤرخ في 27/8/1423ه‍ على قيام الدولة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

إحدى ضبطيات الخمور والتي قام بها رجال الهيئة
في عهد الملك عبدالله :
منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم عام 1426ه أخذ على عاتقه حفظه الله إظهار الإسلام بوجهه المشرق والصافي، وكان في أول خطاب له يركز على أن الدولة دستورها الكتاب والسنة وشدد على التمسك بهما ونبذ كل ما يخالفهما، وإنهما منهج هذه البلاد وركنه الركين وأساسه المتين، وفي عهده الزاهر - أيده الله - شهدت شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهازها الرسمي تطوراً مطرداً ونمواً كبيراً كجزء من مؤسسات الدولة المهمة استناداً لكونها تقوم على مبدأ شرعي ديني، فلقي الجهاز في عهده حفظه الله التوجيه والعناية والدعم المتواصل وكان من نماذج ما أولاه الجهاز –حفظه الله-:
- عنايته حفظه الله بتنظيم أعمال الجهاز وتطويره وفق أنظمة الدولة الحديثة.
-. إنشاء ودعم المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة ام القرى بمكة المكرمة لتأصيل الكوادر العاملة في الجهاز من خلال برامج الدبلوم العالي وبرامج التدريب المستمر وقد أفاد منه الرئاسة وفروعها ومنسوبوها.
- توسع الجهاز في خطط التطوير والتحديث واعتماد المبالغ اللازمة لذلك وزيادة مجالات التدريب والابتعاث لمنسوبيه.
- زيادة المشروعات الإنشائية المخصصة للجهاز وفروعه، وازدياد أعداد المباني الحديثة لمقار الفروع والهيئات والمراكز.-
-إنشاء إدارات حديثة في الجهاز خلال عصره أيده الله منها الإدارة العامة للتطوير الإداري – إدارة المشاريع – مركز البحوث والدراسات – الإدارة القانونية.
- دعم الرئاسة بميزانية خاصة لمشروع التطوير الشامل وتخصيص مبلغ لإنشاء موقع الرئاسة الرسمي على الانترنت.
- دعم الجهاز مادياً ومعنوياً لتطوير خدماته ودراسة الظواهر الضارة في المجتمع.
- الموافقة الكريمة على رعاية (ندوة الحسبة وعناية المملكة العربية السعودية بها) ودعمها إعزازاً لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما رعايته –أيده الله- لهذه الندوة إلا دلالة واضحة على اهتمامه وحرصه على هذه الشعيرة.
- إقامة الملتقى الثاني لمديري عموم فروع الرئاسة ورؤساء هيئات محافظات المملكة عام 1427ه والذي شرّف ختامه صاحب السمو الملكي وزير الداخلية.
-افتتاح موقع الرئاسة على الشبكة العنكبوتية من خلال موقعها الرسمي (WWW.PV.GOV.SA).
-إدخال نظام التعاملات الإلكتروني في كافة أعمال الجهاز؛ تمهيدا للاندماج مع التوجه المستقبلي لمشروع الحكومة الإلكترونية.

إتفاقيات مستمرة لتطوير الهيئة
المصادر : وكالة الأنباء السعودية-مجلة الحسبة-موقع الرئاسة العامه لهيئة الأمر بالعمروف والنهي عن المنكر- مطبوعات دارة الملك عبدالعزيز-مقاتل من الصجراء-الأمير خالد بن سلطان-وآخرون


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.