تباينت ردود الفعل حول إعلان وزير التعليم الدكتور عزام الدخيّل إطلاق المرحلة الثالثة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث بآلية جديدة جاءت بعنوان "وظيفتك وبعثتك" بتوقيع شراكات استراتيجية مع عددٍ من مؤسسات القطاع الحكومي بتأهيل الشباب بالدورات الخارجية ومن ثم الاستفادة منهم بهذه الشركات وسيتم التقديم على الابتعاث العاشر من رمضان. وأُعلنت الآلية الجديدة بتغريدات متتابعة كتبها وزير التعليم عزام الدخيل في حسابه ب"تويتر" كشف فيها عن خمسة آلاف بعثة مع وظيفة منها ثلاثة آلاف طيار بالخطوط السعودية و1000 فني طائرات حيث أبرم التعليم اتفاقية مع الخطوط يوم أمس.
كذلك أعلن الدكتور الدخيّل عن 5 آلاف بعثة مع وظيفة منها 3 آلاف في مجال التأمين و1000 بعثة بالقطاع المالي وانطلق التعليم صوب أهدافه بتوقيع شراكة مع مؤسسة النقد السعودي.
وكذلك سيتم عقد اتفاقية يوم غدٍ بين التعليم والمؤسسة العامة لتحلية المياه لتكون السعودية الأولى عالميًا بتحلية المياه.
"سبق" بدورها استطلعت آراء المختصين بالشأن التربوي والابتعاث لتسبر أغوار هذا القرار وجدواه مع مخرجات الابتعاث وهل سيقضي على الابتعاث العشوائي الذي وقع ضحيته مئات الخريجين فيقضون أعمارهم في الدراسة سنوات والنهاية لايستوعبهم سوق العمل.
وبالبداية طالب المدرب والمستشار التربوي الدكتور محمد العامري بأن يتم الابتعاث من مراحل متقدمة من الثانوي ليكون لدى الطالب تصور عن الموضوع بالكامل وعن البلد الذي سيذهب له وعن التخصص وقال في حديثه ل"سبق":"يتعرض الطالب لصدمة عندما يذهب هناك والمفترض أن يكون هناك إرشاد أكاديمي في المرحلة الثانوية ويتم إعطاؤه نبذة عن تخصصه وعن كل شيء يتعلق بدراسته".
وأضاف:"طالما دمج التعليم العالي بالتعليم العام وأصبح الابتعاث بمنظومة واحدة يجب أن يمتد الابتعاث من الصف الأول ثانوي فعندما يخرج الطالب تغيب عليه مسألة حاجة سوق العمل".
وعن توقيع التعليم شراكات مع القطاع الحكومي لشغل الوظائف لديهم قال:"لاشك أنه توجه جيد لكن السؤال هل القطاع الخاص لديه الاستعداد لاستقبال طالب للتو عاد من الدراسة والمفترض أن يكون هناك تعاون مع الغرف التجارية لمعرفة الفرص الوظيفية ومعرفة احتياج سوق العمل".
وتساءل حول الآلية:"هل نحن لدينا بطالة نريد القضاء عليها أم صنع شخص محترف يبدع بعمله مثل ما تعمل بعض الدول بصنع طلاب محترفين".
وطالب بنهاية تصريحه:"بأن يتم إدراج الإرشاد المهني ويبدأ من مرحلة الكفاءة ويتم اللقاء مع القطاع الخاص وحصر الاحتياج بدقة وتوفير فرص ابتعاث لشغل الوظائف لديهم وأن يتم التركيز على مخرجات الابتعاث بحيث يتم تأهيل موظف محترف لإيجاد وظائف فقط".
ومن جانب آخر اعتبرت التربوية المتخصصة بقضايا التعليم لطيفة الدليهان أن القرار قضى على سلبية عدم الاستفادة من المبتعثين. وقالت:"إن المرحلة الثالثة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي اختلفت عن سابقتها حيث قضت على كثير من سلبيات الابتعاث والتي منها عدم الاستفادة من المبتعثين وربط تأهيلهم بالفرص الوظيفية".
وأضافت:"وبذل وزير التعليم وفقه الله جهوده المباركة في تطوير برنامج الابتعاث وربطه بالاحتياجات الفعلية من الموارد البشرية في كل قطاعات الدولة، من خلال وظيفتك وبعثتك تحقيقًا لتطلعات القيادة الحكيمة المتجددة والتي لاتقف عند حد".
وعن رأيها بالآلية أوضحت:"لاشك أن هذه الخطوة ستُساهم في توفير الفرص الوظيفية لأبنائنا المبتعثين وبناتنا المبتعثات وسيُساهم ذلك في الإفادة من مصادر المعرفة المتنوعة وسيخدم سوق العمل".
وقال الباحث الاجتماعي الدكتور يحيى العطوي: إن الآلية الجديدة للابتعاث التي أعلن عنها وزير التعليم بالاشتراك مع عدة جهات والتي تنتهي بالابتعاث المشروط بوجود وظيفة لكل مبتعث".
وأضاف:"وهذه الآلية سوف تساعد المبتعثين على بذل المزيد من الجهد والمثابرة في الغربة للعودة إلى أرض الوطن ولديهم الطمأنينة بأن وظائفهم في انتظارهم فور إنهاء برنامجهم الدراسي وأجزم أن مثل هذه الخطوة قد تساهم بشكل كبير في تقليل نسبة التسرب والفشل والذي يعانيه برنامج الابتعاث في دوراته السابقة".
وزاد:"كما تساعد هذه الخطوة الشاب على اختيار التخصص الذي يناسبه قبل الالتحاق بهذا البرنامج مما يجعله يبذل قصارى جهده للتزود بالمعارف والعلوم والخبرات التي تساعده على التميز في وظيفته المستقبلية".
واستطرد:"ونحن بدورنا أن يتم اختيار الأفراد وفق رغباتهم مع التوضيح لهم بشكل دقيق عن أهم خصائص وطبيعة أعمالهم المستقبلية والمتطلبات العلمية والمهنية لكل مهنة بحيث يحرص كل فرد على اكتسابها وتحقيقها وأيضًا أن يتم اختيار الدول والجامعات المميزة في هذه التخصصات".
وقال:"كذلك أن يكون من ضمن الشروط للابتعاث إلى هذه الدول أن تتاح الفرصة للمبتعثين السعوديين أن يتدربوا في مصانع وشركات وبنوك تلك الدول لمدة لا تقل عن فصل دراسي حتى يستطيع هؤلاء تحقيق النمو المعرفي والمهني المطلوب لهذا التخصص".
واختتم: "وعندما يعود المبتعثون يكونون جاهزين لاستلام مهامهم ووظائفهم بكل حيوية واقتدار وأجزم أن مثل هذه المبادرات قد تُسهم في خلق أجيال قادرة ومتسلحة بالعلم والمعرفة والمهارة".