ناشدت سيدة سعودية أهل الخير إنقاذ ابنها من التشرد بشوارع الدمام بعد أن رفض والده وجده لأمه استقباله في بيتهما، وتركاه لأهل السوء في الشارع، الذين استغلوه أسوأ استغلال؛ حيث ينام تارة في حوض سيارة، وتارة في مسجد، وتارة في سكن للعمال. وكانت "أم عبدالرحمن" قد أُجبرت على الطلاق من زوجها الأول في قضية عدم تكافؤ نسب، وبسبب مشاكل بينهما تبعت الطلاق تبرأ طليقها من ابنه وهو لا يزال طفلاً صغيراً. وبعد سنة من الطلاق تزوجت من رجل آخر مارس عليها ضغطاً نفسياً وجسدياً وصل إلى حد الحرمان من الطعام لها ولابنها، وضربه وتعذيبه أمامها لوجوده في بيته، لكنها صبرت وجاهدت لحماية ابنها لعدم رغبتها في الطلاق، وخوفاً من العودة لبيت أهلها بسبب تهديد أبيها بأنه سيسجنها في بيته ويحرمها من ابنها في حال عادت إليه مُطلَّقة للمرة الثانية. أما زوجها الثاني فرغم كرهه لابنها والخلافات التي حدثت بينه وبينها بسبب وجود ابنها في بيته إلا أنه لم يكن يستطيع طرد ابنها؛ لأنها اشترطت في عقد الزواج بقاء "عبدالرحمن" معها، كما وضعت مؤخراً بمبلغ لا يمكنه توفيره. وفي سبيل الضغط عليها لتتنازل عن المؤخر أخذ زوجها يضرب ابنها ويطرده من البيت كلما رآه فيه؛ فتم الطلاق، وعادت إلى بيت أبيها، الذي مارس عليها ضغطاً نفسياً لا يُطاق، كما كان جافاً وعنيفاً مع حفيده حتى جاء اليوم الذي طرده فيه من بيته لعدم تحمل وجوده معهم! وغادر "عبدالرحمن" إلى بيت أبيه أملاً بأن يستقبله هذه المرة، لكنَّ أباه رفض استقباله، وطرده أكثر من مرة، وفي المرة الثالثة التي طرق فيها بابه رفع أبوه عليه قضية عقوق لردعه! وعاش "عبدالرحمن" حياته مشرداً شهوراً طويلة، وأصبح عضواً في مدرسة الشارع؛ لينضم إلى صفوف المنحرفين بإدمانه المخدرات وسقوطه في وحل الشذوذ؛ حيث تعرف على أحد المنحرفين الذي استغل حاجته إلى السكن والطعام أبشع استغلال. وتناشد "أم عبدالرحمن" أهل الخير بعد أن تخلى عنها أهلها والجميع قائلة: "أرجو من الله ثم من ذوي القلوب الرحيمة إنقاذ ابني من الضياع؛ حيث ما زال مشرداً في الشوارع، تارة ينام في حوض سيارة، وتارة في المسجد، وتارة في سكن عمال". وأضافت "جاء ابني مرة للعيش معنا بعد أن ذاق الويل في الشوارع؛ فخرج له أبي وفي يده حديدة كاد يضربه بها، وكاد في مرة أخرى ينتحر أمام البيت ليأسه من الحياة بسبب الفقر والبطالة والتشرد، لولا تدخل شقيقي الذي أنقذه في اللحظة الأخيرة". وتعود "أم عبدالرحمن" لمناشدة أهل الخير قائلة: "أرجوكم التدخل لإنقاذ ابني قبل أن يستغله مجدداً مَن في قلبه مرض". وكانت "أم عبدالرحمن" قد لجأت للشيخ غازي الشمري بإمارة المنطقة الشرقية، الذي حوَّل ابنها لأحد المستشفيات لعلاجه من الإدمان، لكن الابن رفض العلاج قبل أن يضمن إيجاد مأوى ووظيفة بعد خروجه من المصحة، معتبراً أن الموت أهون وأكرم له، كما قال لأُمِّه. الصورة رمزية