سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشريم: مَن أراد الحكم على مجتمع فلينظر لمثقَّفيه من الانتقائية قُرباً أو بُعداً بين أن الانتقائيين يقتلون النفس التي حرم الله ويسألون عن قتل الذباب في الحرم
دعا إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم، المسلمين، إلى الوسطية والإنصاف وطلب الحقيقة التي يتطلبها أي مجتمع في ثقافته وعلمه، محذراً من اتباع الهوى وما تميل إليه النفس من خلال أسلوب الإسقاط الذهني والأخلاقي وما تهواه النفس وتميل إليه, مبيناً أن الوسطية السائدة خلال فترة من الإنصاف والقسط ونشدان الحقيقة، ولا يخفى على أحد يريد أن يحكم على أي مجتمع في ثقافته وفقهه وعلمه، فإنه سينظر إلى مثقفيه وكتبته ومفكريه من الانتقائية قرباً أو بُعداً فعلاً أو قولاً . وقال في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام: إننا نعيش زمناً من أبرز معالمه الفورة الإعلامية الظاهرة التي قربت البعيد وأضحت به منظاراً أو حلبة للمطارحات الفكرية والعلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وعند العقل الثاقب والنظر المتيقظ يتضح جلياً ما يكتنف تلك الفورة من الدور البارز في التأثير الآني في المتلقي وآثاره والاعتماد على التعبيرات العاطفية حتى وإن كانت عارية من الأدلة الشرعية الصحيحة والمقدمات العقلية الصريحة . وأضاف فضيلته: إنها مبنية في الغالب على الظن الكاذب والتهويل الزائف والهوى والتحيز والتلبيس على العامة وذلكم من خلال تمثيل وجهه نظر واحدة وهي وجهه نظر الغالب أو المسيطر في حين أنها انتقائية موجهه لا تخضع لقوة منصفه ولا لوازع مهيب، وهذا ما يؤسف فطر ذوي الألباب وأصحاب الفطرة السليمة، وقديماً قيل: ويل للشجي من الخلي, مشيراً فضيلته إلى أنه من هنا تبرز الانتقائية الباطشة، فتنهش العدل والإنصاف والوسطية التي هي الحق أياً كان وليست الوسطية التي هي وسط بين طرفين كما يفهم ذلك بعض من لم ترتق أفهامهم لحقيقة الوسطية والمراد بها . وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن المتأثرين بالانتقائية نشاهدهم يستحضرون الأدلة على وجوب الأمر والنهي في الإصلاح والاحتساب على الولاة ويغضون الطرف عن أدلة السمع والطاعة والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم. ونسوا قول الله عز وجل لموسى: (وقولا له قولاً ليناً). وأضاف : يمارسون الإسقاط الذهني فيما لو سرق شخص في مسجد بأنه ينبغي أن يهدم هذا المسجد وفيما لو أن محجبة غشت وخدعت بأنه يجب نزع الحجاب، فلا هم دعوا إلى قطع يد السارق ولا إلى تعزير تلك التي غشت وخدعت وإنما دعوا إلى هدم المسجد وخلع الحجاب، وهنا مكمن الانتقائية المتسلطة ولذا كان من سمات الانتقائية أنهم يقتلون النفس التي حرم الله، ويسألون عن قتل الذباب في الحرم.