قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم إن انتقائية الإعلام الباطشة تنهش العدل والإنصاف والوسطية. وأوضح أننا نعيش زمنا ملتهبا من أبرز معالمه الفورة الإعلامية الظاهرة التي قربت البعيد وأدنت النائي وبلغت مبلغا أضحت به منظارا أو حلبة للمطارحات الفكرية والعلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وعند النظر الثاقب والعقل المتيقظ يتضح جليا ما يكتنف تلك الفورة من الدور البارز في التأثير الآني في المتلقي وإثارة المشاعر و الاعتماد على التعبيرات العاطفية حتى وإن كانت عارية عن الأدلة الشرعية الصحيحة والمقدمات العقلية الصريحة. وأوضح أنها مبنية في الغالب على الظن الكاذب والتهويل الزائف والهوى والتحيز الجاثمين على أفئدة جملة من ذوي الأقلام السيالة والمطارحات الميالة والكر و الفر الصحفي رائدهم في ذلك السبق في الطرح وكسب القراء و المشاهدين والمستمعين والتلبيس وخلط الأوراق على العامة من خلال تمثيل وجه نظر واحدة وهي وجهة نظر الغالب أو المسيطر في حين أنها انتقائية موجهة لا تخضع لقوة منصفة ولا لوازع مهيب وهذا ما يؤسف ذوي الألباب وأصحاب الفطر السليمة. وقال في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام: هناك كلمات يسيرة المبنى واسعة المعنى إنها تلكم الكلمات المشهورة التي أثرت عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن مجاهد والإمام مالك رحمهم الله وهي قولهم ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه و سلم إلا يؤخذ من قوله و يترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم. وأضاف يقول: ومن هنا تبرز الانتقائية الباطشة فتنهش العدل والإنصاف والوسطية التي هي الحق أيا كان لا الوسطية التي هي وسط بين طرفين كما يفهم ذلك بعض من لم ترتق أفهامهم لحقيقة الوسطية. وشدد إمام وخطيب المسجد الحرام على أن الانتقائية صفة مذمومة وعوار مشين قائلا: إذ هي تفقد المصداقية والتوازن وحينما يتصف بها شخص ما فكأنما يحكم على نفسه بالسقوط والحطة من أعين ذوي الأفهام السليمة ولرفع الانتقائية عن واقعنا قال الدكتور الشريم: يجب علينا استحضار أمرين مهمين أحدهما توفير المنظور السليم في العرض وثانيهما شمول الرؤية في العرض.