حذر إمام وخطيب المسجد الحرام من المتأثرين بالانتقائية الذين نشاهدهم يستحضرون الأدلة على وجوب الأمر والنهي في الإصلاح والاحتساب على الولاة ويغضون الطرف عن أدلة السمع والطاعة والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم. وقال الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم في خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس: نسوا قول الله عز وجل لموسى: (وقولا له قولا لينا). وأضاف «يمارسون الإسقاط الذهني فيما لو سرق شخص في مسجد بأنه ينبغي أن يهدم هذا المسجد وفيما لو أن محجبة غشت وخدعت بأنه يجب نزع الحجاب، فلا هم دعوا إلى قطع يد السارق ولا إلى تعزير تلك التي غشت وخدعت وإنما دعوا إلى هدم المسجد وخلع الحجاب، وهنا مكمن الانتقائية المتسلطة ولذا كان من سمات الانتقائية أنهم يقتلون النفس التي حرم الله، ويسألون عن قتل الذباب في الحرم». ووصف إمام وخطيب المسجد الحرام ما يشهده العالم من فورة إعلامية بأنها فورة تعتمد على معلومات عارية عن الأدلة الشرعية الصحيحة والمقدمات العقلية الصريحة، «هي مبنية في الغالب على الظن الكاذب والتهويل الزائف والهوى والتحيز الجاثمين على أفئدة جملة من ذوي الأقلام السيالة والمطارحات الميالة والكر والفر الصحافي رائدهم في ذلك السبق في الطرح وكسب القراء والمشاهدين والمستمعين والتلبيس وخلط الأوراق على العامة وذلكم من خلال تمثيل وجهة نظر واحدة وهي وجهة نظر الغالب أو المسيطر في حين أنها انتقائية موجهة لا تخضع لقوة منصفة ولا لوازع مهيب وهذا ما يؤسف ذوي الألباب وأصحاب الفطر السليمة». وبين إمام وخطيب المسجد الحرام «إننا نعيش زمنا ملتهبا من أبرز معالمه الفورة الإعلامية الظاهرة التي قربت البعيد وأدنت النائي وبلغت مبلغا أضحت به منظارا أو حلبة للمطارحات الفكرية والعلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وعند النظر الثاقب والعقل المتيقظ يتضح جليا ما يكتنف تلك الفورة من الدور البارز في التأثير الآني في المتلقي وإثارة المشاعر والاعتماد على التعبيرات العاطفية حتى وإن كانت عارية عن الأدلة الشرعية الصحيحة والمقدمات العقلية الصريحة. وأضاف «من هنا تبرز الانتقائية الباطشة فتنهش العدل والإنصاف والوسطية التي هي الحق أيا كان لا الوسطية التي هي وسط بين طرفين كما يفهم ذلك بعض من لم ترتق أفهامهم لحقيقة الوسطية والمراد بها وأن من الانتقائية تضخيم الجانب الأقل خطرا على حساب القيمة الحقيقية عن الجانب الأخطر أو هي التمسك بالحقيقة فيما يوافق هوى النفس والنأي عنها وتهميشها فيما لا يوافق ذلك وقد تكون أحيانا أخرى في التمسك بما يوافق الهوى والمصالحة الذاتية وإن كان لا قوة له في الشرع والمنطق أو التهوين لما يخالف الهوى والمصالحة وإن كان قويا في الدلالة صريحا في المنطق»؛ مؤكدا أن هذه الصفة هي سبب مقت الله لأمم تدثرت بها. وشدد إمام وخطيب المسجد الحرام أن الانتقائية صفة مذمومة وعوار مشين، إذ هي تفقد المصداقية والتوازن وحينما يتصف بها شخص ما فكأنما يحكم على نفسه بالسقوط والحطة من أعين ذوي الأفهام السليمة فلن ينجح أو يفلح والد انتقائي ولا صديق انتقائي ولا معلم انتقائي ولا طالب العلم والمفكر والكاتب والناصح والسياسي ومن حاله ملتاثة بالانتقائية فستكشفه الصروف لا محالة لأن من استطير وراء لهب الانتقائية فقد يصدم غدا بنقيض حاله حينما يحتاج إلى ضد انتقائيته الأولى ولات ساعة استطاعة. وقال: «لرفع الانتقائية عن واقعنا يجب علينا استحضار أمرين مهمين أحدهما توفير المنظور السليم في العرض، وثانيهما شمول الرؤية في العرض . وفي المدينةالمنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في خطبة جمعة أمس، أن السعي لحسن الخاتمة غاية الصالحين وهمة العباد المتقين ورجاء الأبرار الخائفين فمن وفقه الله عز وجل لحسن الخاتمة فقد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا ولا كرب عليه بعد ذلك التوفيق ومن ختم له بسوء خاتمة فقد خسر في دنياه وآخرته، وقال: «الصالحون تعظم عنايتهم بالأعمال الصالحة السوابق للخاتمة كما أنهم يجتهدون في طلب التوفيق للخاتمة الحسنة فيحسنون الأعمال ويحسنون الرجاء والظن بالله تعالى ويسيئون الظن بأنفسهم فمن صدق الله في نيته وعمل بسنة رسول الهدى صلى الله عليه وسلم واتبع هدي أصحابه فقد جرت سنة الله تعالى أن يختم له بخير وأن يجعل عواقب أموره إلى خير».