اندلعت، فجر اليوم السبت، اشتباكات في مدينة تبريز، عاصمة إقليم أذربيجان المحتل من إيران، بين مواطنين آذريين وبين سلطات الاحتلال، أعقبها إحراق المتظاهرين عدداً من المحالّ التجارية؛ حيث توقعت مصادر أن تكسر الانتفاضة ظهر الملالي. وأوضحت مصادر خاصة ل"سبق"، أن الأحداث المفاجئة في الإقليم هي نتيجة شغب جماهيري أعقب مباراة كرة قدم بالجولة الأخيرة من الدوري الإيراني بين فريقي تراكتور ونفط طهران، والتي انتهت بالتعادل بنتيجة 3 أهداف لكل منهما.
وتوقعت ذات المصادر أن يفجّر الشغب الجماهيري شرارة الثورة الآذرية، خصوصاً بعد أن كسرت الثورات المتسارعة في الداخل الإيراني عقب عاصفة الحزم، في الأحواز وبلوشستان وكردستان، هيبة المحتل في نفوس الشعوب غير الفارسية المضطهدة منذ عقود.
يُذكر أن الآذريين يستوطنون الأقاليم الشمالية والشمالية الغربية من جغرافيا ما يُعرف بإيران وعاصمتهم تبريز، ويبلغ عددهم وفق التقديرات أكثر من 20 مليون نسمة، أغلبهم مسلمون شيعة مع أقليات سنية، ومسيحية، وبهائية، وزرادشتية، ويشكلون قرابة 30% من التركيبة السكانية بإيران.
ويُعتبر الآذريون الكتلة العرقية الكبيرة من الشعوب غير الفارسية التي لم تتحرك بشكل عنيف تجاه سياسات الاضطهاد الثقافي التي تمارسها حكومة المحتل تجاه تغيير هويتهم عدا بعض التحركات القومية بين شباب الجامعات الذين يسعون لإظهار انتمائهم من آن لآخر، ويطالبون بفتح مجال أكبر للتعبير عن ثقافتهم القومية في التعليم والإعلام.
ويرى الآذريون أنهم أول من أسّس دولة شيعية في إيران، إذ يرجعون لأنفسهم الفضل في انفصال إيران واستقلالها عن الخلافة العثمانية الإسلامية؛ ذلك بعد مناصرة قبائل القزلباش الآذرية لإسماعيل الصفوي.
وشارك الآذريون في إسقاط حكومة الشاه "محمد رضا بهلوي"، وكانت مظاهرة "تبريز" ثاني أكبر مظاهرة خرجت للتنديد به، الأمر الذي جعل "الخميني" يوكل لهم القضاء والأمن في البلاد؛ لكسب ودهم، قبل أن ينقلب عليهم الفرس مطلع التسعينيات بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وضعف شوكتهم.