بئر يدمة حَفَرَها الإنسان القديم منذ مئات السنين؛ لتكون أقدم محطة أثرية كانت تُقَدّم الماء العذب، ماؤها سائغ وشرابها يطفئ لهيب القيظ، لتلك القوافل القادمة من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها وبالعكس؛ قادمين لمحافظة يدمة لجلب الماء؛ بحسب ما ذكر أحد المسنين الباحثين بالمحافظة ل"سبق". وقال المُسِنّ ل"سبق": "سميت يدمة بهذا الاسم نسبة إلى البئر التي تقع غرب المحافظة، وتغذي أهالي المحافظة بالماء قديماً، وكانت قوافل التجارة القديمة تتوقف ببئر يدمة التاريخية، ثم تتفرع إلى طريقين؛ الأول يتجه شمال شرق الجزيرة العربية ماراً بقرية الفاو، والثاني يتجه إلى شمال وغرب الجزيرة ماراً بجرش ثم مكةالمكرمة والمدينة المنورة والعلا، ثم إلى بلاد الشام ومصر"؛ مشيراً إلى أنها كانت مصدر المياه للبادية في ماضي العصور، وتُعتبر من أقدم الآبار الأثرية التي تعود إلى عصور زمنية سابقة تمتد مئات السنين.
وتابع: "لم تحظَ البئر بالدراسات الأثرية اللازمة حتى نتعرف من خلالها على تاريخها، أو لتعطي دلالة واضحة عن تفاصيل أكثر؛ لكونها البوابة الحضارية والسياحية البارزة في محافظة يدمة". وناشد أهالي المحافظة، المسؤولين الاهتمام بالبئر؛ نظراً للإهمال في وضعها الراهن؛ مطالبين بتطويرها بشكل أفضل مما هي عليه الآن؛ لتصبح واجهة تستحق السنوات التي تحمل تاريخها.
يُذكر أن محافظة يدمة تمتلئ بالمعالم الأثرية؛ فأينما اتجهت فيها تجد الشواهد تحكي عن قصة الأصالة والعراقة.