يعشق سكان محافظة "يدمة" بنحران حياة البادية التي كان يعيشها أسلافهم في زمنٍ مضى, فرغم أن بعض أهاليها يسكن في البيوت الحديثة, إلا أنه يتعمد نصب خيمته جوار إبله في كثبان الرمال القريبة جداً من سهول وجبال المحافظة، ويمكن لزائر هذه المحافظة أن يشاهد التزام الأهالي بأسواق الأيام كما كان الأمر قديماً, كسوق الثلاثاء وسوق الخميس, ويمكن لمرتاد السوق أن يرى بضائع فريدة كالسمن والأقط, إضافة للمواشي والأنعام, وشتى أنواع التمور والفواكه والخضروات. والمتتبع لتاريخ محافظة يدمة التي تبعد عن مدينة نجران 182 كيلو مترًا يجد أنها تحتل موقعاً جغرافياً أساسياً يربط بين منطقة نجران والرياض وعسير وحلقة وصل بين هذه المناطق في سالف الأيام، واحتفظت بذلك بعد تعبيد الطرق, وقد كانت تُسمى في القِدم ب"الماء" نظراً لوفرة المياه بها آنذاك, فبئر يدمة الشهير الذي سُميت المحافظة باسمه كان أحد موارد المياه الهامة, واحتلت موقعا اقتصاديا مُلفتاً عند المؤرخين؛ حيث كانت تتوقف بها قوافل التجارة وتنطلق منها عبر طريقين الأول يتجه شمال شرق الجزيرة العربية ماراً بقرية الفاو, والثاني يتجه إلى شمال وغرب الجزيرة العربية. وتتشكل محافظة يدمة الواقعة على مساحة 11980 كيلو مترًا مربعاً ويقطنها 30 ألف نسمة من جبال مرتفعة التي تضم الكثبان الرملية والسهول المنبسطة وتتخللها العديد من الأودية مثل وادي طلحام ووادي عشارة واللجام, وأودية الحبط والحجر إضافة لوادي الصحن, محتوية على متنزهات طبيعية يرتادها المواطنون من سكان المحافظة ومن خارجها طوال أيام السنة, ومن أبرز هذه المنتزهات "يخلة" الذي يقع في الجزء الشمالي الغربي من المحافظة ويتميز بكثرة أشجار السمر والسدر الوارفة, كما يوجد منتزه الشلال في مدخل المحافظة, وحديقة الصخور المدرّجة, وحديقة التل الأخضر, وفي شرق المحافظة تتواجد الكثبان الرملية الذهبية التي تشكل بداية الربع الخالي خارج التجمع السكاني. كما يوجد بمحافظة يدمة العديد من المواقع الأثرية ومن أشهرها بئر يدمة غرب المحافظة, والعديد من الكتابات والنقوش على الصخور في مواقع "نقبان" و"لبّة سعدى" وموقعي"عبالم, وعرق فليح" غرب المحافظة حيث تضم آثاراً هامة ونقوشاً ضاربة في عمق التاريخ. // يتبع // 12:10 ت م تغريد