تساءل إمام المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد المحسن القاسم في خطبة الجمعة اليوم عمن يتحمل سفك الدماء وهتك الأعراض وترمّل النساء ونهب الخيرات؟ في معرض خطبته عن الفتن التي تواجهها الأمة الإسلامية، مؤكدا أن التظاهر سواء كان بسلاح أو غير سلاح محرم في ديننا، والخروج على الحكام محرم ولو كانوا فسقة ظالمين، مبيناً أنه كلما ابتعد الناس عن زمن النبوة ظهرت الفتن والمحن، مضيفاً أن الثبات في الفتنة عزيز، ولا تظهر فتنة إلا ويسقط فيها رجال، موصياً المسلمين بالتعوذ من الفتن . وأوضح أن للعلماء دوراً كبيراً في المجتمع، وأن الفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء، وإذا أدبرت عرفها العامة، والعلماء لا غنى للحاكم والمحكوم عنهم، في السراء والضراء، والشدة والرخاء، وهم أمان للمجتمع من الفوضى والتطاول على الحاكم . وأضاف أن من معتقد أهل السنة والجماعة طاعة ولي الأمر ولو كان ظالماً، فمن رأى من الأمير تقصيراً أو ظلماً فهو مأمور بالصبر على بغيه، والإسلام جاء بكل درء مفسدة عن الأفراد والشعوب، ليبقى الجميع يداً واحدة متلاحمة. كما قال القاسم: "من يحشد الناس ويناديهم ومن يدعو للمظاهرات، يشتت الأمة، ويفرّق كلمتها، فكل تظاهر على الحاكم فهو محرم وإن أذنت به أنظمة وضعية، ولا ينفع للشعوب سوى الإسلام، فبه الأمان والسكينة، وإذا ابتعد الناس عن الدين دخلت الأهواء وتفرقت الكلمة". وأوصى الناشئة بطلب العلم الشرعي، ودعى إلى تعلم كتاب الله والابتعاد عن المعاصي، ونقل الحقيقة في الأحداث والتثبت منها. وكان القاسم قد بدأ خطبته قائلاً: "إن الله قد من على عباده بدين يخاطب العقل والقلب شامل للكليات والجزئيات والاعتقادات والعبادات، ومن أعظم دخول أهل الباطل على المسلمين زعزعة الأمن في بلدانهم، وإذا فقدوه انقطعت السبل، وتفرقت الكلمة، وحل الفقر وانتشرت الأسقام، وسلبت الأموال والممتلكات، وهتكت الأعراض، وسفكت الدماء" . وختم القاسم خطبته داعياً الله أن يحقن دماء المسلمين في كل مكان.