ذكر إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب أن دور العلماء وطلبة العلم يتأكّد في استمرارهم في حراسة الدين والدولة. وقال الشيخ آل طالب خلال خطبة الجمعة: «نحن في بلاد الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية لسنا في معزل عن العالم ولا بعد عن الحساد والأعادي». وذكر «أن هذه الظروف تستدعي الحزم والعزم، والتصريح من دون التلميح، أن جناب الأمن والدولة والدين والوطن والاجتماع ووحدة الصف، ليست مجالاً للمساومة ولا عرضة للمناقشة، إنها ليست مجرد خطوط حمراء، بل هي خنادقٌ من تعرض لها فيجب أن يحترق، فما دون الحناجر إلا الأيادي». وأوضح أن أكثر ما بزغ من فتن داخلية على مدى القرن الماضي كان سببه انحرافاً في المعتقد، تبعه ارتباط مشبوه بالخارج، ثم يجد العدُو في بعض ضعاف النفوس أولئك، من يمتطيه ويستخدمه في زعزعة الأمن، والاستنجاد بقوىً أجنبية، ويزين له الاستمداد من مرجعيات طامعة ببلاد العرب، كارهة للعروبة. وأضاف أن على العلماء وطلبة العلم أن يقوموا بدورهم على الوجه الصحيح، ليس في مناظرة أولئك والرد عليهم فحسب، بل بدعوتهم وتألفهم، وتبصيرهم بالهدى، وكسبهم مواطنين صالحين، والصبر على ذلك. وحذر الشيخ آل طالب من أنه يُُزين للمغفلين تمزيق المجتمع إلى أشياع وأحزاب وفرق ومُزع. وأضاف: «لا شك أن الخطأ وارد، والتقصير حاصل، لكن الخطأ لا يعالج بالخطأ، والمنكر لا يُزال بما هو أشد منه نكراً». وفي المدينةالمنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم، إن من أعظم مداخل أهل الباطل على المسلمين زعزعة الأمن في بلدانهم، فإذا فقدوه انطفأت السبل، وتفرقت الكلمة، وحل الفقر، وانتشرت الأسقام، وسلبت الأموال والممتلكات، وهتكت الأعراض، وسفكت الدماء، فيعُم الجهل والخوف، وينشغل الناس عن دينهم، ويظهر أرباب البغي والإفساد. وأوضح أن الفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء، فإذا أدبرت عرفها العامة، ولكن بعد الفوات، والعلماء هم ورثة الأنبياء، ولا غنى للحاكم والمحكوم عنهم في السراء والضراء، والشدة والرخاء. إمام الحرم: وحدة الصف ليست مجالاً للمساومة