أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح آل طالب، أن المملكة قامت في زمن غربة الدين وتقهقر شأن المسلمين، وفي زمن كانت أكثر دول الإسلام تحت نير الاستعمار وسيطرة فكر المستعمر، وقامت باسم الله والتزمت بشرع الله وحملت على عاتقها هم الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم تنس نصيبها من الدنيا. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس، إن المملكة رماها الشرق والغرب بكيده على مدى ثلاثة قرون وفي مراحلها الثلاث فتعود في كل مرة أقوى مما كانت وأكثر عزيمة وإصرارا على تمسكها بمبادئها التي قامت عليها. وأضاف «خلال فترة حكمها الطويل كتب من كتب وأرجف من أرجف وراهن من راهن على عدم امتلاكها لمقومات البقاء، ومقومات البقاء عندهم تنحية الدين وتعدد الأحزاب والحريات المتجاوزة حدود الشريعة وهي في حقيقتها فوضى دينية وأخلاقية توصف بالحرية ليس إلا». وذكر آل طالب «أن الله جل وعلا شاء في هذه الأيام أن تهب العواصف على بلاد العرب وتميل بمن تميل ولما اقتربت العاصفة من حمى هذه البلاد إذا هي نسيم رقراق رخي، وإذا أهل هذه البلاد أشد لحمة وأقوى تماسكا ويفخر حاكمها بشعبه ويغتبط الشعب بحاكمه». وتابع «بعد ثلاثة قرون من قيام الدولة السعودية هلم نتساءل لماذا بقيت هذه البلاد آمنة في زمن فيه الخوف، ولماذا اغتنت وهي في صحراء قفر وأرض فقر، ولماذا اجتمع الناس فيها والتفوا في زمن التفرق والخلاف، إن لذلك أسبابا شرعية تردفها أخرى دنيوية». ودعا آل طالب أهل الحل والعقد من أهل الرأي والعلم والحلم والخبرة والدراية ممن تبين لهم وجه الصواب في هذه الفتن والنوازل إلى التدخل ليقولوا كلمتهم ويصدعوا برأيهم، لا ترهبهم سطوة السلاطين ولا ضغط الجماهير. وأشار إلى أنه يزين للمغفلين تمزيق المجتمع إلى أشياع وأحزاب وفرق ومزع «ونحن في بلاد الحرمين الشريفين لسنا في معزل عن العالم ولا بعد عن الحساد والأعادي وليست الأحوال واحدة ولا المواطن متماثلة، وإن كانت العامة من قد يجهل أو يستغل فإن هذه الظروف تستدعي الحزم والعزم والتصريح دون التلميح أن جناب الأمن والدولة والدين والوطن والاجتماع ووحدة الصف ليست مجالا للمساومة ولا عرضة للمناقشة، إنها ليست مجرد خطوط حمراء بل هي خنادق من تعرض لها فيجب أن يحترق، فما دون الحناجر إلا الأيادي ولنا فيمن حولنا عبرة والعاقل من اتعظ بغيره». وفي المدينةالمنورة، تساءل إمام المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة أمس، عمن يتحمل سفك الدماء وهتك الأعراض وترمل النساء ونهب الخيرات. وأكد أن التظاهر سواء كان بسلاح أو غيره محرم في ديننا، والخروج على الحكام محرم ولو كانوا فسقة ظالمين، مبينا أنه كلما ابتعد الناس عن زمن النبوة ظهرت الفتن والمحن، مضيفا أن الثبات في الفتنة عزيز، ولا تظهر فتنة إلا ويسقط فيها رجال، موصيا المسلمين بالتعوذ من الفتن. وأوصى القاسم الناشئة بطلب العلم الشرعي، ودعا إلى تعلم كتاب الله والابتعاد عن المعاصي، ونقل الحقيقة في الأحداث والتثبت منها.