تعيش محافظة بني حسن بمنطقة الباحة بين مطرقة قلة الخدمات التي يصرخ منها المواطنون وسندان المسؤولين الواقفين متفرجين، ولا يأبهون بالارتقاء بهذه المحافظة. وكانت بني حسن مركزاً يتبع محافظة المندق، وقرر أمير المنطقة مشاري بن سعود ترقيتها إلى محافظة إيماناً منه بنهوضها والارتقاء بها نظراً لكثرة عدد سكانها، ووقوعها بين مدينة الباحة "المركز الإداري" ومحافظة المندق. فيما لم يتعامل مسؤولو الإدارات الخدمية مع نظرة الأمير وتطلعاته التطويرية؛ فبقيت على حالها من الخدمات منذ أن كانت مركزاً وكذلك المراكز والإدارات التابعة للمحافظة.
يتبع محافظة بني حسن ما يقارب 40 قرية ومركزان، هما بيضان ووادي الصدر، وستة مراكز صحية ومركزا دفاع مدني وبلدية ومركز شرطة وفرع لهيئة الأمر بالمعروف. والملاحَظ أن جميع الإدارات لم تستحدث مع ترقية المحافظة بل هي موجودة منذ أن كانت مركزاً.
تأسست بلدية بني حسن قبل ما يقارب ست سنوات في وقت كانت فيه المحافظة مركزاً؛ ما أعطى سكانها آمالاً بالارتقاء بمحافظتهم، إلا أنهم أُحبطوا من هذه البلدية التي لم تقدم الخدمات المتطلَّع إليها؛ وذلك للمشاكل الإدارية والمالية التي طالت رؤساءها؛ فبقيت دون إيجاد مخططات ولا منتزهات محدثة ولا شوارع مزدوجة، ولم يلتمس المواطن في هذه المحافظة شيئاً ملموساً من خدمات البلدية؛ فهي لا يوجد بها حتى شقق مفروشة للنزلاء في الصيف، وحالياً لا يوجد بها رئيس!
"سبق" حاورت المتحدث الرسمي لأمانة منطقة الباحة صديق الشيخي، وطرحت عليه بعض الأسئلة حول خدمات البلدية، فكانت أسئلة "سبق" كالآتي: - ما أبرز الخدمات البلدية التي قدمتها البلدية للمحافظة منذ إنشائها؟
فأجاب: عملت على تقديم الخدمات كافة لتوفير راحة المواطن والمقيم بالمنطقة، ومن أهمها "إعادة سفلتة وإنشاء حديقة سد وادي الصدر، وتركيب أعمدة الإنارة، وعمل عبارة بوادي الصدر وجدران استنادية، وتركيب ألعاب أطفال، وتوزيع حاويات نظافة.
وأضاف: وأيضاً جارٍ ترسيه مشروع إنشاء ساحات وحدائق وممرات مشاة بجبل غلثة، وكذلك حديقة سد وادي الصدر.
ثم طرحت عليه سؤالاً آخر لم يجب عنه، كان كالآتي: - المواطنون لا يرون أثراً لمجهودات البلدية؛ فلا يرون مخططات ولا منتزهات أُحدثت منذ إنشاء البلدية.. ما ردكم على ذلك؟
وسألته "سبق": أغلب القرى التي في المحافظة لم تصلها خدمات البلدية من إنارة وتوسعة طرق وأرصفة..
ورد بقوله: من ناحية إيصال الخدمات للمحافظة تعمل البلدية على سفلتة الطرق الترابية، وإعادة المسفلتة، وكذلك تركيب أعمدة إنارة لبعض القرى، وأيضاً توسعة الخط الرابط بين سد وادي الصدر ومراوة، وتحسين وتجميل مداخل القرى بتركيب بردورات.
وسؤال آخر لم يجب عنه، كان نصه: البلدية تناوب عليها عدد من الرؤساء في فترة وجيزة، وموظفوها يعيشون فوضى إدارية لعدم وجود المسؤول المباشر لخدمة المواطنين، فمتى سنشاهد رئيساً حازماً يخدم سكانها، ويضبط دوام الموظفين الذين لا يداومون إلا متأخرين؟
وختمت "سبق" حوارها بالآتي: ما أبرز مشاريعكم في الفترة القادمة؟ وما الميزانية المرصودة لهذه البلدية؟
فأجاب: المشاريع الموجودة بالميزانية للبلدية منها إنشاء مبنى البلدية ومبانٍ بلدية ومرافق عامة، وتحسين وتجميل المداخل، وتسوير مقابر، وإنشاء مغسلة موتى (2)، ودرء أخطار السيول للأمانة والبلديات التابعة م1م 2، وسفلتة وأرصفة للأمانة والبلديات التابعة، وإنارة الشوارع للأمانة والبلديات التابعة، وكذلك تطوير المعدات والآليات البلدية. وميزانية البلدية هي ثمانية عشر مليوناً وثمانمائة وثمانية وعشرون ألف ريال. والبلدية تسعى دوماً لتقديم أفضل الخدمات للمواطن ولجميع القرى التابعة لها.
وصرح رئيس محكمة الاستئناف بالباحة الشيخ عبدالله القرني إلى "سبق" قائلاً: إن محكمة بني حسن ضمن اهتمام مجلس القضاء، فقط ينتظر ترشيح قاضٍ قريباً لها؛ لأن هناك قلة في عدد القضاة حالياً، وسيعزز - بإذن الله - قريباً ليغطي عجز الطلب.
وعانت المحافظة من مشاريع المياه، التي لا يزال كثير من قراها لم تنفذ فيها مشاريعها، وبعض مشاريع تلك القرى عانت من عدم اكتمالها، وظلت فترة طويلة موقوفة دون إنجاز، كقرية رباع التي توقف المقاول فيها أكثر من سنتين دون إنجاز، فيما لم تورد لهم المياه إلى الآن رغم تركيب العدادات، فيما لا يزال الاعتماد الذاتي على الصهاريج في إيصال المياه هو سيد الموقف في المحافظة.
"سبق" طرحت عدداً من الأسئلة على المتحدث الرسمي للمديرية العامة للمياه بمنطقة الباحة محمد بشير، وقالت: ما الكمية المقدرة للمياه في محافظة بني حسن؟
فأجابها: يتم توزيع المياه بالمحافظة من خلال الأشياب وشبكات المياه بواقع 1900 متر مكعب يومياً للأشياب، وهي كمية قابلة للزيادة حسب الطلب، بمعنى أن الضخ مفتوح للشيب، كما يتم توزيع 1500 متر مكعب عبر الشبكة المنفذة في المحافظة لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع.
وقالت "سبق" في سؤال آخر: يلاحظ توقف مشاريع المياه في المحافظة، وإن تحركت فهي كالسلحفاة، فمتى سينعم سكان قرى هذه المحافظة بالمياه، ويكتفون ذاتياً دون عناء الصهاريج؟
فأجاب: تنفذ المديرية العامة للمياه مشاريع المياه والصرف الصحي بالمحافظة وفق خطط شاملة أعدتها المديرية، تتوافق مع الخطط الخمسية للدولة. والمديرية تنفذ المرحلة الثالثة لشبكات المياه بالمحافظة بقيمة 12 مليون ريال، وبلغت نسبة الإنجاز في المرحلة الثالثة 90 ٪ مع تنفيذ خزان أرضي سعته 5 آلاف متر مكعب بقيمة 7.5 مليون ريال، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من الشبكة وتشغيلها في آخر العام الحالي؛ لتصل نسبة السكان المخدومين ل50٪، ويتم الآن خدمة سكان المحافظة بالسقيا المجانية بعقد تبلغ قيمته مليونَيْن و240 ألف ريال.
وسألته "سبق": ما أبرز المعوقات في مشاريع المياه، ومدى تعاون الجهات الأخرى معكم؟
فأجاب: ما تطلق عليه معوقات نحن في المديرية نسميها تحديات، ونتعامل معها كفريق عمل واحد للتغلب عليها، سواء مع المقاول أو مع الجهات المعنية في المحافظة أو حتى مع الأهالي. وأبرز تلك التحديات التي نواجهها تتمثل في ضعف إمكانية المقاول، وضيق الشوارع داخل القرى، ويتم التغلب عليها - ولله الحمد - بتكاتف الجميع كما أسلفت.
وختمت "سبق" حوارها مع بشير قائلة: هل سيفتح مكتب للمياه لخدمة المحافظة؟
فأجاب: يوجد حالياً مكتب لخدمة العملاء بالمحافظة، يتم من خلاله خدمة الأهالي.
وعن مشكلة ازدواج طريق الباحة قال المتحدث الرسمي لإدارة الطرق والنقل بمنطقة الباحة مسفر المالكي ل"سبق" إن ازدواج طريق الباحة - المندق يحظى بالأولوية رقم 3 ضمن بيان الأولويات للطرق بالمنطقة، بطول 60 كم، وأضاف: هو ضمن الطرق المقترح طلبها بمشروع ميزانية الوزارة للعام المالي 36/ 37، ونأمل اعتماده خلال ميزانيات الوزارة القادمة. وتابع: نُفّذ على هذا الطريق خلال هذا العام صيانة وقائية من كشط وسفلتة للطريق بطول 35 كم من الصغرة حتى برحرح، مع عمل وسائل السلامة المعتمدة.
وأيضاً الخدمات الصحية المقدمة من الإدارة العامة للشؤون الصحية بالمحافظة ليست بأفضل حال من الإدارات الحكومية الأخرى؛ فهي معتمدة على مبانٍ مستأجرة في مراكز الرعاية الصحية إذا ما استُثني مركز بني حسن الواقع في قرية الصغرة الذي يفوق عمره ثلاثين عاماً، ومركز وادي الصدر، فيما المراكز الأخرى مستأجرة، ينقصها الكثير من الخدمات الفنية والبشرية نظراً للتصميم الهندسي لتلك المباني، التي هي منازل بالأصل، فيما المحافظة لا يوجد بها مستشفى مستقل كبقية محافظات المنطقة، فالمرضى يحوَّلون إلى مستشفى المندق العام أو مستشفى الملك فهد بالباحة.
المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بالباحة أحمد معيض الزهراني قال ل"سبق": محافظة بني حسن يتبع لها خمسة مراكز صحية، هي (مركز صحي بني حسن، مركز صحي وادي الصدر، مركز صحي حميم زهران، مركز صحي بيضان ومركز صحي خيرة).
وتفصيلياً، أوضح الزهراني هذه المراكز قائلاً: مركز صحي بني حسن مركز حكومي، ويخدم تعداداً سكانياً قدره 4910 نسمات، ومعدل المراجعين اليومي هو (50) مراجعاً، ويخدم المركز فريق يتكون من (طبيبين – طبيبة نساء – طبيبة أسنان - ممرضين – 6 ممرضات إناث – فني مختبر – فني صيدلة – فني أشعة – فنية أشعة – فني سجلات – مراقب وبائيات). وهذا المركز متكامل من حيث الخدمات الصحية اللازمة لأنشطة الرعاية الصحية الأولية.
وأضاف: مركز صحي وادي الصدر مركز حكومي، يخدم تعداداً سكانياً قدره (2225) نسمة، بواقع (35) مراجعاً يومياً. والمركز به قسم للأسنان، ومختبر، وهناك (طبيب عام – طبيبة عامة – طبيب أسنان – عدد واحد تمريض رجال – 3 ممرضات إناث – فني مختبر).
وتابع: مركز صحي حميم زهران مبنى مستأجر، والمركز يخدم تعداداً سكانياً قدره (1022) نسمة، وبه طبيب عام وممرضة وفني رعاية. وأردف: مركز صحي بيضان يخدم تعداداً سكانياً قدره (3860) نسمة، وبه طبيب – طبيبة – طبيب أسنان – ممرضان – 3 ممرضات – فني مختبر – فني أشعة – مساعد صيدلي – مراقب صحي.
وتستعرض "سبق" أهم الإدارات الحكومية الضرورية التي تحتاج إليها المحافظة، وهي كالآتي: (مركز إسعاف للهلال الأحمر، مكتب للضمان الاجتماعي، مكتب تعليم، مستشفى، مكتب للأحوال المدنية وشعبة للمرور).