أبدت مجموعة من معلِّمات رياض الأطفال، المُتعاقِدات على بند الساعات بتعليم محافظة الليث، استغرابهن ل "سبق" من حسم وقَع على مرتباتهن الشهرية دون علمهن، مع وجود تباين في عملية الحسم بين المعلِّمات العاملات من روضة لأخرى، ومن مركز لآخر، فيما قالت الإدارة: إن الراتب يزيد وينقص بحسب عدد أيام العمل الفعلية. وصُرِفت لبعضهن في بعض المراكز رواتبهن كاملة دون نقص، والمقدَّرة ب"7700" ريال، بينما تفاوتت نسبة الخصم بين المعلِّمات، واللاتي تتراوح رواتبهن بين "5100 و5500 و6100" ريال، ومنهن من صُرِف لها 5100 ريال، وبعد فترة فُوجِئت بزيادة 2200 ريال زيادة على ما سبق صرفه لها دون ذكر أسباب ذلك، علماً بأن من تمّ الخصم من رواتبهن لم يتغيَّبن يوماً واحداً. وأرجع المختصُّون الأمر حين سألتهن المعلِّمات عنه إلى صدور قرار جديد من وزارة التربية والتعليم، بينما عزاه آخرون إلى حلول إجازة الفصل الدراسي الأول. وقالت المعلِّمات: "حتى حين سألناهم عن الأمر الملكي القاضي بتثبيت جميع المتعاقدات يقولون: لا علم لدينا بذلك"، وأضفن: "بعد محاولات عديدة للاتصال بوزارة التربية والتعليم بالرياض، مُتمثِّلة في الإدارة المالية؛ لأخذ الخبر من مصدره، تبيَّن أن الوزارة لم ترسل أيّ قرار بالخصم من رواتب المتعاقدات!! وطلبوا منا مراجعة إدارة التربية والتعليم بالليث". وأضافت المعلِّمات: "فُوجئنا هذا الأسبوع بإدارة التربية والتعليم بالليث تطلب منا التوقيع على عقود بيضاء جديدة، لا تشمل أيّ بيانات سوى اسم المعلِّمة ومدرستها، كما لا تحمل أيّ توقيع رسمي سواء للمشرفة أو مدير التربية والتعليم، بحجة أن الراتب "نقص"؛ بسبب تقليص الوزارة لعدد ساعات عمل المتعاقدات في رياض الأطفال من 7 إلى 5 ساعات يوميا". وذكرت المعلِّمات أن مديرات بعض الروضات طلبوا من معلِّماتهن التوجُّه إلى الإدارة في الحال؛ لتوقيع العقد الجديد، وهدَّدوهن بأن مَن لن توقّع العقد، فإنه سيتمّ إيقاف مرتبها الشهري". وتساءلت المعلِّمات: "هل يُعقَل أن نكون على عقد لمدة 7 شهور من اعتماده والعمل به طوال العام الدراسي، وهو لم يتعرَّض للإلغاء أو الانتهاء، وما زال ساري المفعول حتى نهاية العام الدراسي وتسليم الأعمال، ونُفاجأ بصدور عقود جديدة". وأوضحت معلِّمات رياض الأطفال المُتعاقدات أنهن يتوجَّهن لمحافظة الليث من مكة المكرّمة، حيث يخرجن من منازلهن الساعة الثالثة فجراً، ولا يعُدن إلا في الساعة الرابعة عصراً، مُتكبِّدات عناء السفر والإرهاق والجهد البدني ومشاكل المواصلات، وما يتعرَّضن له من مخاطر وعدم استقرار وأمان وظيفي. وأكَّدن أنهن لم يُقصِّرن يوماً في بذل أيّ جهد، أو التكاسل عن القيام بالعمل، وأضفن: "مع صدور الأمر الملكي بتثبيت جميع المُتعاقدين استبشرنا خيراً، واستبشرنا أكثر بهدية ملكنا الغالي الراتبين الإضافيين، والتوجيه بسرعة تنفيذ القرارات السابقة". ومن جانبه، أوضح مدير شؤون الموظَّفين بتعليم الليث، عبد الله الحميري، أن العقود التي أُبرِمت مع معلِّمات رياض الأطفال هي عقود فصل دراسي واحد فقط، ينتهي بنهاية الفصل الدراسي الأول. وبيَّن الحميري أن وزارة التربية والتعليم، مُمثَّلة في الإدارة العامة للشؤون الإدارية والمالية، غيَّرت عقود معلِّمات رياض الأطفال بعد تخفيض عدد ساعات العمل من سبع إلى خمس، كما وجَّهت إدارات التربية والتعليم في جميع مناطق ومحافظات المملكة باعتماد العقود الجديدة من مطلع الفصل الدراسي الثاني. وقال الحميري: "قمنا باستدعاء معلِّمات رياض الأطفال؛ للتوقيع على تلك العقود، وأكَّدنا أن أيّ معلِّمة لا توقِّع على العقد الجديد، فإنه سيتوقَّف راتبها حسب النظام". أما ما يتعلَّق بتباين الرواتب، فأوضح مدير شؤون الموظَّفين بتعليم الليث أن المعلِّمة تتقاضى 44 ريالاً على الساعة الواحدة، والراتب يزيد وينقص بحسب عدد أيام العمل الفعلية في الشهر الواحد؛ فمثلاً شهر محرم 12 يوماً، وصفر 22 يوماً، وربيع الأول 16 يوماً، وربيع الآخر 22 يوماً، وهكذا. ونفى الحميري زيادة رواتب بعض المعلِّمات بعد نزوله بأيام؛ لأن الرواتب تُصرَف مرة واحدة في الشهر، ولا يمكن زيادة الراتب أو نقصه بعد صرفه، كما أن المُتعاقِدة لا يوجد لها انتداب. كما نفى مدير شؤون الموظَّفين بتعليم الليث صحة توقيع المُتعاقدات على عقود بيضاء، مؤكِّدا أن العقد مُوضَّح فيه الطرف الأول والثاني والتاريخ وعدد ساعات العمل. وعن تكليف بعض معلِّمات رياض الأطفال بالمناوبة من قِبَل مديرات المدارس حتى الساعة الواحدة أو الثانية ظهراً قال الحميري: "هذه مخالفة واضحة وصريحة، ومن تُكلّف بهذا العمل فعليها أن تتقدَّم بشكوى للإدارة، وسنحاسب مديرة المدرسة التي قامت بذلك، حيث لا يسمح النظام بمناوبة معلِّمات رياض الأطفال".