تعهد رئيس اللجان الرئيسة للحوار الوطني، الشيخ صالح الحصين، بمحاسبة المتسبب في تغييب صحفيي الطائف عن المشاركة في اللقاء التحضيري الأول حول الإعلام والمجتمع، والذي عقده المركز في محافظة الطائف. والتقى الحصين في ختام البرنامج بنخبة من صحفيي الطائف، الذين أبدوا عتبهم على آلية الترشيح للمشاركة في اللقاء، والسرية التي تمت بها، مؤكدين أن الأسماء التي تم ترشيحها لا تمثل إعلاميي الطائف، ومعظمهم من أصحاب كتابات ومُشاركات الإنترنت وصفحات القراء، ولا يمثلون الواقع الإعلامي لصحافة الطائف التي يشار إليها بالبنان. وأكد الشيخ الحصين أنه سيحاسب المقصرين في هذا الجانب، كما سيعوض إعلاميي الطائف في الدورات القادمة، فيما أعرب ممثل الإعلاميين للشيخ الحصين عن عظيم شكره وامتنانه لتجاوبه الذي ينم عن رقي في التعامل والحوار. وعلمت "سبق" أن الترشيح للمشاركة في اللقاء جرى من قبل مُعلم في "التربية والتعليم بالطائف" سبق أن حاول العمل في عدد من الصحف المحلية بالمحافظة ولم يستطع؛ لعدم قناعة مديري مكاتب الصحف بإمكاناته. وألمح بعض الإعلاميين إلى أن المعلم الذي يمثل مركز الحوار الوطني في محافظة الطائف أغفل الإعلاميين تعمداً، كنوع من تصفية الحسابات الشخصية، ورشح عدداً من الأسماء النسائية التي لا تمت للإعلام بصلة. ومن جانبه استغرب الإعلامي سعيد بن عبدالله الزهراني هذا التصرف من مركز الحوار الوطني وقال: "كان من الواجب على المسؤولين فيه اختيار بعض الإعلاميين الميدانيين لأنهم الأقرب للمجتمع من خلال مناقشة آرائهم المختلفة". ولفت الزهراني إلى أن تجاهل الإعلاميين الميدانيين يؤكد حرص المسؤولين في الحوار الوطني على إبعادهم للحد من النقاشات المهمة, مضيفاً أنه كان من المفترض العمل على استقطاب الإعلاميين من مختلف الصحف المحلية؛ لأنهم سيسهمون في إثراء الحوار. وطالب الزهراني المسؤولين في الحوار الوطني بضرورة التحقق من تجاهل الإعلاميين بهذا الشكل؛ لأن الحوار مناط بهم، موضحاً أن أهالي الطائف يتساءلون عن الكيفية التي أجري فيها الحوار دون توجيه الدعوة لهم، والحرص على استقطاب أسماء معينة وفقاً لرغبة بعض من قام بتنسيق اللقاء. وانطلقت اليوم الأربعاء بالطائف فعاليات اللقاء التحضيري الأول للقاء الوطني التاسع للحوار الفكري الذي سيعقد بعنوان "الإعلام الواقع وسبل التطوير: حوار بين المجتمع والمؤسسات الإعلامية"؛ لمناقشة القضايا الفكرية التي لها علاقة بواقع الإعلام السعودي، بحضور 60 مشاركاً ومشاركة من مختلف شرائح المجتمع. وشارك في اللقاء خمسة مسؤولين من وزارة الثقافة والإعلام؛ للاستماع لوجهات نظر المشاركين حول الشفافية والتفاهم والتقارب بين مؤسسات المجتمع والإعلام، وعدد من القضايا الإعلامية الأخرى التي ستطرح على طاولة الحوار، للوصول إلى رؤية وطنية شاملة حول مستقبل الإعلام والمؤسسات الإعلامية السعودية. ويهدف اللقاء إلى معرفة رؤية المجتمع تجاه الإعلام السعودي ومؤسساته، والإشكاليات التي تتعلق بالطرح الإعلامي سواء الرسمي أو الخاص، وكذلك مناقشة الإعلام الجديد ودوره في تشكيل الرأي العام، والمنطلقات الشرعية والفكرية للإعلام، وواقع ومستقبل الإعلام السعودي.