ناشد الكاتب الصحفي صالح الشيحي الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة لأربعين عاماً وعميد الدبلوماسية العربية، أن يقدم شهادته على أحداث عصره للتاريخ، في كتاب عن حياته وذكرياته في الخارجية، خاصة أنه "السياسي الداهية، المحنك"، مؤكداً أنها ستكون مرجعاً للأجيال القادمة، يستلهم منه موظفو السياسة الخارجية السعودية الخبرة والمهارة؟! وفي مقاله "افعل ولا تتردد يا أمير" بصحيفة "الوطن" يقول الشيحي " كثير من الوزراء يأتون ويذهبون.. وقليل منهم من يقف الناس أمام قرار إعفائه.. مشاعر متباينة.. بعضهم لا يتخيل هذه الحقيبة في يد غيره! .. من هؤلاء الأمير الوزير سعود الفيصل.. أحد أهم وزراء الخارجية في النظام العالمي الجديد.. الرجل الذي يقضي نصف السنة، باليوم والشهر، يطوف دول العالم.. مؤتمرات.. اجتماعات.. لقاءات.. مفاوضات.. بل وجلس في طائرته الصغيرة أكثر مما جلس في سيارته!".
ويضيف الشيحي: "ما الذي نريده من الأمير سعود الفيصل.. لماذا لا نترك هذا المحارب المحنك، كي ينعم باستراحة مع أبنائه وبناته وأسرته الصغيرة؟! .. حسناً، نود لك ذلك يا سمو الأمير.. سيما وأنك من طلب الإعفاء.. لكنك لست أقل خبرة وشأناً من "هنري كيسنجر" -مثلاً - ذلك الذي قدّم نفسه شاهداً على حقبة مهمة.. أنت كنت مؤثراً في التاريخ الحديث.. بل كنت شاهداً حقيقياً على العصر.. وليس من حقك -اسمح لي على هذه العبارة- أن تلتزم الصمت، وتترك "التاريخ" في يد أصحاب الأهواء والمتطفلين على مائدته.. ثمة أحداث مهمة.. ثمة مواقف.. وصراعات ومحن وتباينات، بحاجة إلى أن تكشف ملابساتها، وتقول لنا اليوم ما لم يكن متاحاً لك قوله في زمن مضى".
وعن دوافعه للمطالبة بهذا الكتاب، يقول الشيحي: "هناك - يا سمو الأمير- أحداث كثيرة شغلت العالم.. وكنت طرفاً مهماً - وتمثل بلدًا مهماً- في السياسة العالمية.. والتاريخ في حاجة إلى توثيق أمين.. وهذا الجزء الملتهب من العالم بالذات كان مليئاً بالتجاذبات طيلة الأربعين سنة الماضية.. وكنت أيضا أحد اللاعبين المؤثرين في هذا المضمار.. وهذه السنوات في حاجة إلى قلم أمين يوثقها بدقة".
وينهي الشيحي قائلاً: "لست أنت من هو في حاجة إلى الإقناع، لكن لعلك تذكر يا سمو الأمير كيف كان كتاب الوزير الراحل غازي القصيبي، رحمه الله، "حياة في الإدارة" مرجعاً لكثير من الإداريين الناجحين في بلانا.. أليس حرياً بك وأنت السياسي الداهية، المحنك، أن تقدم للأجيال القادمة كتاباً عن حياتك وذكرياتك في الخارجية السعودية، يستلهم منه موظفو السياسة الخارجية السعودية الخبرة والمهارة؟!"