قال نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح إن اليمن يعيش فترة عصيبة جداً جداً، لم تمر بها البلاد منذ الخمسين سنة الماضية، موجِّها رسالة لكل اليمنيين، خاصة في القوات المسلحة، من كل المؤسسات، بأن يقفوا وقفة رجل واحد من أجل الخروج من هذا المأزق الذي أعاد اليمن إلى سنوات طويلة للخلف. جاء ذلك خلال حديثه الليلة لقناة الجزيرة، مضيفاً بأن اليمن خلال ال50 سنة الماضية عاش الاحتراب والصراع منذ أول رئيس للجمهورية، مشيراً إلى أنه تم سلب الثروة الشعبية اليمنية عام 2011 مع استلاب الدولة من مؤسساتها وإرثها المؤسسي، وانتقلت لإدارة مليشيات لا تجيد إدارة الدولة.
ووجّه بحاح كلمة إلى "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي صالح بأنه كلما طالت فترة الحروب تأزمت فترة الحلول، وزاد الوضع تعقيداً في اليمن، قائلاً: لا يزال لدي أمل أن يكون هناك صوت العقل، ولا أفضل إطلاق مبادرات جديدة. مشيراً إلى أن البلد لا يتحمل إجراء حوار من جديد؛ إذ قضينا 4 سنوات في الحوار من عام 2011-2015، داعياً للاستفادة من مخرجاته.
وأضاف بحاح بأن المسألة ليست في الاتفاقيات والمبادرات والتوقيع، ولكن الموضوع في النوايا الحسنة في البناء. مشيراً إلى أن هناك مشكلة نفسية يعانيها بعض الأشخاص والجهات، وأعتقد أن عليهم أن يراجعوا أنفسهم في إطار آلية التنفيذ للخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم والبلد فيه!
ووصف مبادرة المخلوع صالح بأنها كانت نوعاً من التكتيك الذي عفا عنه الزمن، مضيفاً بأن الحكومة اليمنية منفتحة أمام أية حلول لإيقاف النزيف في اليمن، ومشيراً إلى أن قضاء 4 سنوات في الحوار الوطني اليمني من عام 2011-2015 كافٍ؛ فلدينا الوثائق كافة المتفق عليها.. فقط علينا أن نتفق على آلية تنفيذها، وهي المحك، وليس مجرد الحوار.
وأضاف: أتمنى ممن قام بهذا العمل المغامر أن يعوا أن ما قاموا به كارثة. مشبها العمليات العسكرية في بلاده بالعلاج الذي يعتمد وقته ونوعيته بمدى استجابة الجسم له، ولافتاً إلى أن الأعمال الإغاثية الإنسانية هي المهمة الرئيسية والأساسية لمرحلة "إعادة الأمل" مع عمليات عسكرية محددة، التي ستتوقف مع إيقاف المعركة بالداخل. محذراً مما تقوم به الآن الآلة العسكرية للمليشيات من كوارث ومحرقة في منطقة "خور مكسر" بعدن، ولن يغفر لهم التاريخ ما يقومون به من مجازر وإبادة للمدنيين.
وعن مساعي الإفراج عن وزير الدفاع اللواء الصبيحي قال: نحن متمسكون به، وسنعمل كل ما في وسعنا وجهدنا للإفراج عنه وعن جميع زملائه وكل المحتجزين والمعتقلين من عسكريين ومواطنين ونشطاء. داعياً إلى إعادة تغيير إدارة الدولة من العقلية الفردية التي كانت خلال ال50 سنة الماضية إلى معطيات جديدة ببناء وطن جديد، يستند إلى العدالة الاجتماعية. مشيراً في هذا الصدد إلى مسودة الدستور التي وضعت الحد الأدنى من مطالب الشعب، ووضعها خبراء قانونيون، وكانت تمثل مخرجات الحوار الوطني.
وتابع: أنا فخور بالمقاومة الشعبية للدفاع عن أرضهم وعرضهم ضد الغزاة الذين يهاجمونهم تحت مبررات محاربة وقتال "الدواعش". مضيفاً: نستغرب أن يتحول اليمن كله إلى داعشي وقاعدي وأنصار الله، في الوقت الذي يمارس فيه الطرف الآخر أبشع الجرائم ضد أبناء اليمن. ووصف المبادرة العمانية بأنها إعلامية!
وأكد أن وجود الدور الإيراني في اليمن واضح على الأرض. لدينا كثير من الأشياء المثبتة عن الدور الإيراني. متمنياً أن تكون علاقاتهم مع مؤسسة ودولة بدلاً من أن تكون علاقاتهم مع جماعات وأفراد. مضيفاً بأنه لا يستطيع أن يتعامل مع الأحواز كمؤسسة دولة، فهذا سيكون معيباً عليّ، فكذلك لا نسمح لإخواننا في إيران بأن يتدخلوا في الشأن الداخلي في إطار معطيات محلية ووطنية.
وأردف بأن العلاقات الدبلوماسية منفتحة مع الإيرانيين، غير أنه رفض دعوتهم اليمنيين للعودة للحوار، مؤكداً أنه قد تم استكماله والبحث عن آلية تنفيذه، التي تتمثل في الوقت الحاضر بوقف القتال والانسحاب من كل المدن التي تمت السيطرة عليها. مرجعاً وجود الدور الإيراني في اليمن لغياب الرؤية الكاملة في مجلس التعاون الخليجي، متمنياً أن تكون الفترة القادمة فترة اندماج وتأهيل اليمن للمنظومة الخليجية فهو جزء منها جغرافياً وديموغرافياً واجتماعياً، وسوف تكون الأيام القادمة حاملة كثيراً من البشائر من خلال لقاءات القادة الخليجيين لتدارس طلب اليمن انضمام اليمن لدول الخليج، وإذا لم يتم حل ذلك بجدية كاملة فسوف نحتاج لعاصفة الحزم الأولى والثانية والثالثة والعاشرة؛ لأن الأزمات سوف تتكرر ما لم نوجد استراتيجية حقيقية.
وأضاف بحاح بأن مؤتمر "الرياض" سيكون هدفه عملية التحالف الوطني لكل القوى السياسية من أجل إخراج اليمن إلى بر الأمان، مشيراً إلى أن الدعوة مفتوحة للجميع، بمن فيهم الحوثيون وأعضاء المؤتمر الشعبي. لافتاً إلى أن كثيراً من أعضاء المؤتمر موجودون حاليًا بالرياض، وهم جزء من هذه العملية، وهم أعضاء في اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر. قائلاً: إن أيدينا مفتوحة لإخوتنا الحوثيين أن يكونوا جزءاً من العملية السياسية وتدشين مرحلة مستقبلية آمنة لليمن.
وعن الملف الذي تعده الحكومة اليمنية بأسماء الشخصيات السياسية والعسكرية الضالعة في زعزعة استقرار اليمن قال: الملف سيتضمن أسماء لبعض المجرمين السياسيين والعسكريين والتجار الداعمين للعمليات الحربية التي تشن ضد الوطن والمواطن. وأشار بحاح إلى أنهم يستطيعون إيقاف إرسال هذه القائمة متى ما تجنب هؤلاء الأشخاص هذه الشرور، وعادوا لحاضنة الوطن، وكانوا داعمين للسلم بدلاً من آلة الحرب المدمرة للوطن.