عبدالعزيز العصيمي - عبدالله البرقاوي - سبق - الرياض: امتنع اليوم الأحد العشرات من موظفي مؤسسة البريد السعودي المتعاقد معهم على وظائف عن العمل نتيجة عزم المؤسسة تغيير عقود التعاقد معهم من التعاقد على وظائف إلى التعاقد على وظائف مساندة. وقال الموظفون إن رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن اجتمع بهم اليوم في المجمع البريدي بالرياض، وأفاد بأنه لن يتم الترسيم، وسيتم تحويلهم إلى بند الخبراء "الوظائف المساندة". "سبق" تلقت شكاوى الموظفين الذين أكدوا أن قرارات المؤسسة بهذا الخصوص أعقبت الأمر الملكي الكريم القاضي بتثبيت موظفي العقود، وتهدف المؤسسة من ذلك إلى التحايل على الأمر الملكي الكريم وتغيير وظائف الموظفين بهدف عدم شمولهم بقرار التثبيت. وأوضح الموظفون أن قرار تبديل الوظائف الذي عمّمته المؤسسة شمل 425 موظفاً من المتعاقد معهم على وظائف، وشددت المؤسسة على أن من يرفض التوقيع على العقود الجديدة المعدّلة سيُنهى عقده بعد 30 يوماً من تاريخ توجيه الخطاب إليه، وأوضحت المؤسسة في تعميمها أن العقد الجديد يشمل مزايا لا يتضمنها العقد السابق، كما أرفقت نماذج لإشراك الموظفين في التأمينات الاجتماعية! الموظفون ناشدوا الجهات العليا التدخل والنظر في وضعهم وعملية التعسف التي يواجهونها، مؤكدين أنهم يعملون على هذه الوظائف منذ نحو ثلاث سنوات، ولم تنوِ المؤسسة تبديلها إلا بعد صدور الأمر الملكي الكريم! ويحكي الموظفون تفاصيل معاناتهم ل"سبق" مشيرين إلى أن المؤسسة أعلنت عام 1429ه حاجتها إلى استقطاب موارد بشرية تحمل مؤهلات "جامعي، دبلوم وثانوي"، ولديها الكفاءة والقدرة على القيام بالأعمال البريدية، وتم توقيع العقود مع نحو من 425 مواطناً من قِبل رئيس مؤسسة البريد السعودي على وظائف رسمية معتمدة في وزارة المالية برواتب مختلفة حسب المؤهلات العلمية. وأكمل الموظفون شرح معاناتهم قائلين: "تم تدريبنا على الأعمال البريدية كافة لمدة ثمانية أسابيع في مركز التدريب البريدي بالرياض، ثم وُجِّهنا بمباشرة أعمالنا في جميع الإدارات البريدية بعد إكمالنا مدة التدريب واجتيازها بنجاح". وأوضح الموظفون أن "رئيس مؤسسة البريد السعودي أصدر تعميماً برقم 9111 وتاريخ 18/ 08/ 1430ه لجميع الإدارات والمناطق البريدية بطلب استيفاء الاستمارة الخاصة بتثبيتهم على وظائفهم التي يشغلونها بالتعاقد وفق شروط محددة، وتم الرفع باستمارات التثبيت بعد أن تم استيفاؤها الشروط المطلوبة كافة والمحددة في تعميم الرئيس بخطاب المدير العام لبريد منطقة الرياض رقم 7146 وتاريخ 08/ 09/ 1430ه بتأييده تثبيتنا نظراً لكفاءتنا وحاجة العمل الماسة إلى خدماتنا". وأكملوا "أمضينا على هذه المراتب أكثر من 3 سنوات برواتب مقطوعة، ولا تشملنا أي علاوات ولا ميزات مالية تُمنح لموظفي المؤسسة، ولا تُحسب خدماتنا في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ولا في وزارة الخدمة المدنية لغرض التقاعد"! وقالوا: "تقدمنا لرئيس مؤسسة البريد السعودي أكثر من مرة بطلب النظر في وضعنا الوظيفي والتوجيه بتثبيتنا؛ حتى يتحقق الاستقرار الوظيفي لنا ونحظى بميزات المؤسسة أسوة بزملائنا الموظفين، وتم تغيير معظم عقودنا بعقود جديدة على وظائف أقل من وظائفنا؛ ما أدى إلى النقص في الراتب دون علمنا أو توقيع العقد معنا، ولا ندري بأي حق يعاملوننا بهذا الإجحاف أو هذا الأسلوب"! وأكد الموظفون أن المسؤولين في الموارد البشرية بمؤسسة البريد السعودي في حالة استنفار قصوى لتحويل المتعاقدين كافة على وظائف رسمية إلى عقود على بند الخبراء "الوظائف المساندة"؛ حتى لا يشملهم الأمر السامي الكريم الصادر في يوم الأربعاء الموافق 24/ 03/ 1432ه بتثبيت المتعاقدين كافة على وظائف رسمية معتمدة في ميزانية الدولة بعد أن قضوا أكثر من ثلاث سنوات على هذه الوظائف. ودلل الموظفون على حديثهم بصدور خطاب المدير العام للموارد البشرية بالمؤسسة برقم 3986 بتاريخ 09/ 04/ 1432ه وخطابة رقم 4104، وتاريخ 11/ 4/ 1432ه بعد صدور الأمر السامي الكريم بخمسة عشر يوماً، يحمل عبارة "عاجل" مشفوعاً بعقود جديدة على بند الخبراء، ويتضمن توجيه جميع مديري المناطق بالإسراع في تحويل جميع العقود على الوظائف الرسمية إلى عقود على بند الخبراء، مع التهديد بإنهاء عقد من يرفض التوقيع بعد ثلاثين يوماً من تاريخه. وقال الموظفون إن بند الوظائف المساندة يعمل من خلاله عدد من الموظفين منذ 7 سنوات، ولم يتم ترسيهم؛ ما يعني أن المؤسسة ترغب في رميهم بهذا البند بهدف عدم ترسيمهم. الموظفون وجهوا نداء عبر "سبق" للمسؤولين في الجهات العليا للتدخل والنظر فيما يتعرضون له، والتحقيق في مسببات استنفار المؤسسة هذه الأيام للعمل على تغيير وظائفهم.