أكد رئيس وزراء الجمهورية التركية، رجب طيب أوردغان، أن لدى تركيا والمملكة العربية السعودية مواقف مشتركة لدولتين كبيرتين في المنطقة، مضيفاً أن تعامل البلدين نموذج لسائر البلدان في إسهامها في السلام العالمي، وحلها للمشاكل الاقتصادية في المنطقة، معرباً عن أمله في إلغاء التأشيرات بين البلدين، وإزالة جميع الحواجز الموجودة بينهما. جاء ذلك في كلمته التي شارك بها ضمن فعاليات منتدى جدة الاقتصادي اليوم، ودعا أصحاب الأعمال السعوديين والخليجيين إلى الاستثمار في تركيا، مشيراً إلى أن أكثر من (200) شركة سعودية تعمل حالياً في الجمهورية التركية وتساهم في توثيق أواصر التعاون بين البلدين. وتمنى تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين، ليرقى لمستوى الطموحات وزيادة حجم التبادل التجاري الموجود بين البلدين، مبرزاً مكانة المملكة ضمن أكبر الدول المستثمرة في تركيا، حيث حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ أكثر من 5 مليارات دولار، ثم تراجع عام 2008م مع الأزمة العالمية إلى 3 مليارات، وعاد إلى 4.5 مليارات العام الماضي. واستعرض أردوغان العديد من جوانب التطور الاستثماري والجذب الاقتصادي، موضحاً أن دولته ألغت تأشيرات الدخول مع سورية ولبنان والأردن، فيما تجري مباحثات مع السعودية، معرباً عن أمله في إلغاء التأشيرات بين البلدين، وإزالة جميع الحواجز الموجودة بينهما. وقال أردوغان "علينا أن نعترف أن القرن العشرين شهد تغيرات كثيرة، والقرن الحالي هو قرن التغييرات الكبيرة، وعلينا أن نقود هذا التغير ونكون رواده، ونضع المسار الصحيح أمام الشعب". وأكد رئيس الوزراء التركي الاهتمامات والقضايا المشتركة بين المملكة وتركيا، وقال: "إن قلوبنا وأفئدتنا تدق بشكل جماعي ودائماً نفرح ونحزن معاً، ونفهم أن تاريخنا كان مشتركاً، ومستقبلنا سيكون كذلك إن شاء الله". وحذر رئيس الوزراء التركي الاحتلال الإسرائيلي من استمرار سياسة الدمار الذي يمارسه في المنطقة. وتحدث عن التغييرات التي حدثت في المنطقة، مشيراً إلى أنه نصح الحكومة الليبية، وقال لها إنه لا يمكن الهجوم باستخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين. ودعا أردوغان إلى حوار مع الشعب الليبي ووقف إسالة الدماء، والاستفادة من مسار التحول في مصر وتونس بدون دماء، مؤملاً أن تنهض البلدان سريعاً، على عكس ما يحدث في ليبيا حالياً. وقال: "في كل الأحوال نحن لم نفقد الآمال، ويمكننا أن نوقف الدماء والدموع في هذه المنطقة، وبإمكاننا أن نتغير ونغير".