بدأت اليوم أعمال الملتقى العلمي (دور الرعاية والمناصحة في مواجهة الفكر التكفيري) الذي تنظمه كلية العلوم الاجتماعية والإدارية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بمقر الجامعة في الرياض خلال الفترة من 9 إلى 11 رجب 1436ه الموافق من 28 إلى 30 أبريل 2015م وذلك بحضور عربي ودولي واسع. ويشارك في أعمال الملتقى (121) مشاركاً ومشاركة من وزارات الداخلية والعدل والإعلام والتعليم العالي والأوقاف والشؤون الدينية في الدول العربية والمؤسسات الإعلامية والمنظمات الدولية المختصة بقضايا الأمن الفكري والباحثون المختصون في هذا المجال من الدول العربية والمنظمات العالمية .
ويهدف الملتقى إلى تحقيق عدد من الأهداف منها تعزيز ثقافة الأمن الفكري في المجتمعات العربية، وإلقاء الضوء على الدور الحالي لمراكز الرعاية والمناصحة في مكافحة الفكر التكفيري في المجتمعات العربية، وعرض التجارب العربية في مجال المناصحة لمواجهة الفكر التكفيري، واقتراح بناء إستراتيجية عربية في مجال الرعاية والمناصحة.
وسيناقش الملتقى أوراقه العلمية من خلال عدد من المحاور هي: محور تعزيز ثقافة الأمن الفكري عربياً من خلال المناهج الدراسية ، البرامج الإعلامية ، دور العبادة، الإعلام التكفيري، استخدام الشبكات الاجتماعية في نشر الفكر المتطرف، ومحور التجارب العربية في مجال الرعاية والمناصحة.
وأوضح عميد كلية العلوم الاجتماعية والإدارية الدكتور تحسين الطراونة أن الأمن الفكري منهج فكري ملتزم بالوسطية والاعتدال لغرس القيم الأخلاقية والروحية، ومرتبط بالضرورات الخمس التي نصت عليها الشريعة وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض، وأنه يجب التحذير من مهددات الأمن الفكري وأهمها التفرق والغلو والبدع المحدثة والجهالة .
وأكد رئيس الجامعة الدكتور جمعان رشيد بن رقوش على ضرورة الاستفادة من تجربة المملكة العربية السعودية الناجحة في مجال مكافحة الإرهاب والتي ارتكزت على مسارين مهمين هما المسار الفكري لإعادة المنحرفين إلى جادة الصواب من خلال المناصحة وإعادة التأهيل، ومسار أمني ميداني قام به الأبطال من رجال الأمن ونجحوا من خلاله في مكافحة هذه الجرائم وإحباط العديد من الجرائم الإرهابية قبل وقوعها .
وأوضح الدكتور رقوش أن هذه التجربة السعودية الناجحة والرائدة دعت الجامعة إلى عرضها أمام العالم للاستفادة منها في مواجهة هذا الفكر المنحرف العابر للحدود، وقد نظمت الجامعة في هذا الإطار العديد من الدورات التدريبية التي استفاد منها متخصصون من (28) دولة منها (12) دولة أوروبية وأمريكية، متمنياً أن يخرج هذا الملتقى بتوصيات علمية مهمة تسهم في مواجهة الفكر المنحرف وتحقيق الأمن الفكري .
عقب ذلك بدأت أعمال الجلسة الأولى للملتقى حول محور تعزيز ثقافة الأمن الفكري حيث نوقشت مجموعة من الأوراق العلمية هي (تعزيز ثقافة الأمن الفكري من خلال البرامج الإعلامية) قدمها د. عبد الرحمن معلا اللويحق من جامعة الأمير سلطان، وورقة (أهمية المدرسة في تعزيز الأمن الفكري) قدمها اللواء د. بركة زامل الحوشان من جامعة نايف ، وورقة (تعزيز ثقافة الأمن الفكري من خلال دور العبادة) قدمها د. عبد الله حمد السعدان من ديوان المظالم بالمملكة العربية السعودية، وورقة ( دور المجتمع في تعزيز دور المناصحة) قدمها د. علي عبد الله العفنان من جامعة الملك سعود، ثم قدمت ورقة (آليات تفعيل دور المؤسسات الأهلية في تعزيز الأمن الفكري لدى المرأة) قدمها أ.د. هدى محمد توفيق، ود. وجدان التجاني صديق من جامعة نايف العربية.
وفي الجلسة الثانية نوقشت أوراق عن (الإعلام التكفيري: سماته خصائصه وكيفية مواجهته) قدمها د. منصور سالم الشمري من كلية الملك خالد العسكرية، وورقة (توظيف وسائل الاتصال الحديثة في الوقاية من الفكر التكفيري) قدمها أ.د. عبد الله نصر الحمود من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وورقة (الرعاية والمناصحة من الجوانب النفسية والاجتماعية) قدمها أ.د. خالد إبراهيم الكردي، و أ.د. يسري سعيد حسنين من جامعة نايف وورقة (حكم استخدام الشبكات الاجتماعية في نشر الفكر المتطرف) قدمها الشيخ الدكتور محمد بن عبد العزيز العقيل من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وورقة (نحو إستراتيجية عربية للتأهيل الفكري) قدمها العقيد د. يحيي محمد أبومغايض من مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية.
وسيناقش الملتقى على مدار الأيام التالية عدداً من التجارب العربية في مجال الرعاية و المناصحة من أبرزها تجربة وزارة الشئون الإسلامية في مناصحة الفكر المتطرف: حملة السكينة نموذجاً، وتجربة وزارة الداخلية بالمملكة العربية السعودية: مركز الأمير محمد بن نايف للرعاية و المناصحة والتجربة الأردنية والبحرينية، إضافة إلى حلقة نقاش حول بناء إستراتيجية عربية في مجال الرعاية و المناصحة .