كشف عاملون في متاجر وأكشاك تبيع حليب الإبل في الرياض وضواحيها، ل"سبق" تراجع الطلب على هذا المشروب الشعبي بنسبة تصل إلى 70 % خلال العام الجاري، وذلك بالتزامن تزايد جهود وزارة الصحة التوعوية بخطورة شربه دون غلي، ووجود علاقة وثيقة بين الإبل وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وانتشرت خلال السنوات الأخيرة تجارة بيع حليب الإبل، بعد أن كانت محصورة على منتجات البقر والأغنام، غير أن رغبة العديد من المستهلكين بوجوده فتح فرصة تجارية لبعض التجار من خلال تقديمها على طريقة الشركات المتخصصة في بيع منتجات الحليب في علب مجهزة تلبي معايير صناعة الأغذية، بدلاً من الطريقة التقليدية التي كانت تستخدم في عمليات البيع في محاضن الإبل، مثل تعبئتها في أكياس أو علب غير مخصصة.
وفي جولة قامت بها "سبق" لعدد من محال التموينات الغذائية الشهيرة ببيع حليب الإبل في الرياض، لفت المشرف على إحداها أبو بكر سعيد، إلى "وجود ضعف شديد في الإقبال على شراء حليب الإبل".
وأضاف سعيد يقول: "في السابق كان البعض يتصل ويطلب حجز كمية قبل وصول دفعة من حليب الإبل، إلا أنه خلال العام الجاري قل الطلب إلى درجة قريبة من الانقطاع"، مشيراً إلى أن انتشار فيروس كورونا وما صاحبه من تحذيرات وزارة الصحة، تسبب بانخفاض الطلب العام على المنتج، ما اضطرهم إلى إيقاف تعاملهم مع الموزعين في الوقت الحالي.
في حين فضل متجر آخر استبعاد حليب الإبل من قائمة معروضاته، لأن صلاحية تاريخه محدودة ولا يمكن الصبر على تحمل خسارته في ظل تراجع الطلب عليه.
ويرى الشاب عمر في متجر ثالث أن حليب الإبل مشروب شعبي، لكنه تحول إلى سلعة شبه مهجورة حاليا، بسبب هاجس الإصابة بكورونا. فيما أشار راعي الإبل عثمان الذي تجاور حظيرة الإبل التي يرعاها، الطريق السريع شرق مدينة الرياض، إلى أنه اعتاد توقف المسافرين لطلب الحليب، لكنه أمر تراجع بأكثر من 70 في المئة.
وعزا المستهلك حمد العيقل، المبتعد حالياً عن شراء الحليب الذي اعتاد شربه بشكل شبه يومي تركه للحليب إلى "الخوف على صحتي وصحة من أخالطهم"، مضيفاً: "إذا لم تكن تلك الناقة تحت إشرافك مباشرة، ولها سجل صحي كامل يحوي فحصوات وتطعيماتها، لا يمكن أن أخاطر بصحتي أو صحة من أخالطهم بشرب حليبها".
إلى هذا، يقابل الحديث عن "تراجع الطلب الحاد" على حليب الإبل، قال مدير إحدى الشركات المنتجة لحليب الإبل، الشهيرة (فضل عدم ذكر اسمه) "إنه لم يلحظ أي تغير في مبيعاتها وتصديرها لحليب الإبل، خصوصاً أن الحليب الذي تنتجه لم يظهر أنه يحمل الفيروس بل هو حليب قاتل للبكتيريا ولا يمكن أن يحمل الفيروس".
من جهته أكد مصدر في اللجنة الوطنية لمنتجي الألبان الطازجة في الغرفة التجارية في الرياض، أن سوق حليب الإبل غير معروف بالأرقام الدقيقة، مشيراً إلى أن اللجنة الوطنية معنية أكثر بحليب الأبقار الذي تعمل فيه الشركات السعودية الكبرى مثل المراعي والصافي ونادك وغيرها، والتي يصدر بعضها منتجاته إلى خارج المملكة، فيما لا توجد سوى شركات محدود تهتم بإنتاج حليب الإبل بكميات كبيرة.
بدورها تواصل وزارة الصحة جهودها للسيطرة على فيروس كورونا وتوعية المجتمع بطرق الوقاية منه، إذ خصص مركز القيادة والتحكم الصحي، منصات مختلفة تقوم بعمل متطور في التعامل مع رصد وتسجيل ومعالجة حالات الإصابة بالفيروسات المعدية ومنها كورونا، إضافة إلى جهود توعوية مكثفة، لعل من بينها إطلاق حملة "نقدر نوقفها" التي تقوم بجهد بارز لتوعية مختلف أفراد المجتمع في الأماكن العامة وعلى مواقع الإعلام الجديد ووسائل الإعلام المختلفة. ويبرز من بين رسائل الحملة التوعوية ضرورة التأكد من غلي حليب الإبل قبل شربه.