تشهد المناطق الباكستانية هذه الأيام تجمعات حاشدة من المواطنين تأييداً لعملية "عاصفة الحزم"، ومؤازرة لحكومتها التي شاركت في التحالف ضد الحوثيين على الرغم من رفض البرلمان الباكستاني المشاركة. وصورت قناة "بيغام" الباكستانية تجمعاً لأنصار جمعية أهل الحديث في مدينة "لاهور"، يتقدمهم الشيخ "ساجد" أمير الجمعية المركزية، ونائبه الشيخ عبدالحكيم، وأعلنا خلال التجمع ولاءهما ومحبتهما للملك سلمان، مقدمين شكرهما لله أولا، ثم له، على اتخاذه القرار الصعب.
وتحدث الشيخ "أبو تراب" قائلا: "أتمنى من الحكومة الباكستانية إرسال أبنائنا لحماية اليمن والحرمين الشريفين، ونناشد الأمة الإسلامية بالموافقة والتأييد لعاصفة الحزم".
وكان "مجلس علماء باكستان" أصدر اليوم فتوى تؤكد شرعية ما تقوم به السعودية في الدفاع عن الشرعية باليمن، وأن الوقوف بجانبها هو واجب ديني شرعي على جميع الدول الإسلامية والمسلمين وفق أحكام الكتاب والسنة.
وبيّنت الفتوى أن تهديد أمن السعودية هو تهديد لأمن الحرمين الشريفين، والدفاع عن الحرمين الشريفين واجب ديني على جميع المسلمين، مشيرة إلى أنه يجب على باكستان وجميع الدول الإسلامية المشاركة عسكرياً في "عاصفة الحزم" لمؤازرة جهود المملكة في القضاء على التمرد الحوثي باليمن، والذي يسعى إلى زعزعة استقرار المملكة.
وأكدت الفتوى أنه يجب على جميع المسلمين وضع الخلافات والسياسات على جانب وتوحيد الصف كالبنيان الواحد في وجه كل من يتآمر ضد بلاد الحرمين الشريفين.
وأوضح "مجلس علماء باكستان"، في بيان صادر عن مقره في مدينة "لاهور" اليوم، أنه أصدر هذه الفتوى في ضوء الاتصالات المستمرة التي تلقاها المجلس من العلماء وشرائح الشعب الباكستاني بشأن الأوضاع في اليمن، وبعد التحليل المفصل للاتفاقيات المبرمة في الماضي بين الحكومة اليمنية والقبائل المختلفة، ودور الدول العربية، وبخاصة الدور الإيجابي للسعودية، وبوضع التهديدات الموجهة باستمرار لأرض الحرمين الشريفين، وقياساً على أحكام الكتاب والسنة.
وأشار إلى أن الفتوى صدرت تحت إشراف رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ حافظ محمد محمود الأشرفي، وإشراف الأمين العام للجنة الفتاوى بالمجلس الشيخ صاحب زادا زاهد محمود قاسمي.
وجاء في الفتوى أن المليشيات الحوثية نقضت العهود والاتفاقيات، واستوجبت على نفسها حكم الله في قوله تعالى: "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله"، خاصة بعد أن ثبت أن المليشيات الحوثية مارست القتل بحق الآمنين، ودمرت المساجد والمدارس والمصالح العامة، وخرجت على الحكومة الشرعية المنتخبة برأي الشعب اليمني.