تختتم الجولة الثانية من كأس الخليج العشرين المقامة في اليمن غداً الجمعة بلقاءين؛ حيث يلتقي في الساعة الرابعة عصراً المنتخب الإماراتي نظيره العماني، وعند السابعة مساءً يلتقي منتخبا العراق والبحرين. وتتشابك الخيوط في هذه المجموعة بعد تعادل عمان (حاملة اللقب) مع البحرين 1-1، والعراق (بطل آسيا) مع الإمارات سلباً في الجولة الأولى؛ ما يرفع إثارة مباراتي الغد؛ لأن المنتخبات الأربعة تملك فرصاً متساوية في حجز بطاقتي التأهل إلى نصف النهائي.
استهل المنتخب العماني مشواره للحفاظ على لقبه بتعادل مع نظيره البحريني 1-1 في مباراة لم يظهر فيها بطل النسخة الأخيرة بمستوى مميز يعكس رغبته في العودة إلى مسقط بالكأس، على الرغم من أن عدداً من اللاعبين العمانيين قدموا مردوداً جيداً، أبرزهم إسماعيل العجمي وأحمد حديد وعماد الحوسني ومحمد الشيبة قبل طرده. وقد تأثر أداء منتخب عمان بعد طرد المدافع محمد الشيبة؛ إذ تراجع للدفاع؛ ما سمح للبحرينيين بانتزاع المبادرة في الشوط الثاني وإدراك التعادل عبر ركلة حرة رائعة للاختصاصي إبراهيم المشخص. وقد جدد الاتحاد العماني عقد المدير الفني للمنتخب "لوروا" بعد "خليجي 19" لأربع سنوات أخرى، بعدما صنع شهرته في القارة الإفريقية حين قاد الكاميرون للفوز بكأس الأمم الإفريقية عام 1988، وصنع له مجداً في عمان أيضا حين أنهى انتظاراً طال 35 عاماً للفوز باللقب الخليجي. وبالرغم من الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2011 في الدوحة مطلع العام المقبل إلا أن المدرب الفرنسي متفائل بأن فريقه قادر على الاحتفاظ باللقب الخليجي في اليمن. في المقابل كانت النقطة التي خرج بها منتخب الإمارات أمام العراق مقنعة جداً له، خصوصاً أنه لا يشارك في البطولة بالتشكيلة الأساسية بغياب عشرة لاعبين يحققون مع المنتخب الأولمبي إنجازا مهماً في أسياد الصين. وأفلت "الأبيض" من الخسارة أمام العراق الذي كان الطرف الأفضل على مدار الشوطين؛ فتحمل دفاعه عبئاً كبيراً، ومن خلفه الحارس المتألق ماجد ناصر الذي صد ركلة جزاء للمهاجم الفذ يونس محمود قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق. مدرب المنتخب الإماراتي السلوفيني ستريشكو كاتانيتش بدا مرتاحاً لنتيجة التعادل رغم اعترافه بأن فريقه "لم يقدم أداء جيداً في الشوط الأول، وأنه اعتمد على التمريرات الطويلة غير المجدية". ويبزغ في صفوف منتخب الإمارات نجم الوسط سبيت خاطر "30 عاماً" بوصفه أبرز من تبقى من اللاعبين المعروفين، وهو اختصاصي أيضا في الركلات الثابتة، ويعدّ القلب النابض للفريق في غياب لاعبين بارزين، ويمثل عامل الخبرة في التشكيلة الحالية ل"خليجي 20" إلى جانب الحارس ماجد ناصر وسعيد الكاس وعلي الوهيبي؛ إذ إن غالبية الأسماء الأخرى من الشباب، وبعضهم ينضم إلى المنتخب للمرة الأولى. ويغيب عن منتخب الإمارات إسماعيل مطر ومحمد الشحي وحمدان الكمالي ومحمود خميس وسعيد الكثيري وأحمد خليل وذياب عوانة وعامر عبد الرحمن وعبدالله موسى وعلي خصيف. تاريخياً، التقى منتخبا الإمارات وعمان في دورات كأس الخليج 15 مرة، فاز الأول 8 مرات مقابل 3 للثاني، وتعادلا في 4 مباريات.
العراق x البحرين
يخوض منتخب العراق (بطل الدورة ثلاث مرات أعوام 1979 و1984 و1988) مواجهته أمام البحرين بشعار لا بديل عن الفوز؛ خشية أن يتكرر سيناريو الدورات الثلاث السابقة بخروجه من الدور الأول. وتفجرت حالة من الغضب في الشارع الرياضي العراقي بعد إهدار نقطتين ثمينتين أمام الإمارات؛ ما دفع المدرب الألماني ولفغانغ سيدكا إلى وصف التعادل ب"سوء الحظ". مشيراً إلى أن "منتخب العراق استحوذ على الكرة بنسبة 70 في المائة، وكان الأفضل، إلا أن اللاعبين لم يكونوا محظوظين في تسجيل الأهداف". ولم تظهر فعالية المهاجمين يونس محمود وعماد محمد أمام المرمى الإماراتي، وكانت تحركات علاء عبدالزهرة وهوار محمد جيدة، لكنها لم تثمر. وفي المقابل فإن المنتخب البحريني الذي لفت الأنظار بشدة في تصفيات كأس العالم لنسختي 2006 في ألمانيا و2010 في جنوب إفريقيا لا يزال يبحث عن لقبه الأول في بطولة الخليج التي انطلقت من المنامة عام 1970. ويشرف على منتخب البحرين سلمان شريدة الذي خلف النمسوي جوزيف هيكرسبيرغر قبل أيام قليلة من انطلاق "خليجي 20"، وذلك بعد أن فضّل الأخير العودة لقيادة الوحدة الإماراتي في كأس العالم للأندية في أبوظبي من 8 إلى 18 ديسمبر المقبل. وعرف شريدة جيداً كيف يتعامل مع المباراة الأولى أمام منتخب عمان المدجج بنجومه المتوجين باللقب في النسخة الماضية، وكان على يقين بقدرات العمانيين القوية في خطي الهجوم والوسط؛ فاعتمد خطة دفاعية مع الانطلاق بالهجمات المرتدة إلى أن سنحت له الفرصة لانتزاع المبادرة الهجومية في الشوط الثاني بعد طُرد العماني محمد الشيبة، ووُفّق في انتزاع التعادل.