مع تواصل ردود الافعال المختلفة حول قضية الشهادة المزوّرة لابنة الوزير السابق والتي فجرها الملحق الثقافي السابق في بيروت الدكتور منير القرني جدد الدكتور القرني في بيان أصدره تاكيده على أن خلافه مع وزارة التعليم العالي خلاف مهني ليس له أي أبعاد سياسية أو دوافع شخصية، وحيال القضية قال القرني انه اتخذ حياله موقفاً حازماً نظراً للخلفيات المحيطة به، مؤكداً ان الأمانة المهنية تتطلب منه عمل مثل ذلك بل والاصرارعليه أيضاً، وشدد القرني على تولي الجهات المختصة البتّ في كافة المعطيات الخاصة بهذا الشأن، وقال "ستعود الأمور إلى نصابها الصحيح وتنجلي كافة الحقائق من خلال هذه القنوات الرسمية". وفيما يلي نص البيان: كم في المِحن من مِنح، وكم في البلايا من عطايا، وكم في الرزية من هدية.. إن القراءات المتأنية لأي مشكلة أو مأساة تجعلك أمام جانب مشرق وضّاء ما كان لك أن تراه بوضوح لولا دخولك في هذا المعترك من المعاناة.. ولعلّ حادثة إقصائي عن العمل في الملحقية الثقافية في لبنان هي التي جعلتني أكتشف الكثير من الحقائق المضيئة التي لم يكن للعين أن تبصرها بجلاء إلا حينما تأملتُ بعمق أدق تفاصيل هذا الحدث، ولعلّ أهم جانب يُشاد به في هذا الموضوع ما حظي به من تفاعل إيجابي كبير يدلّ على الشرف والأمانة والنزاهة التي تتّسم بها كافة شرائح مجتمعنا السعودي النبيل، وإنني إذ أحيي من الأعماق كلّ من تفاعل وتعاون وأشكر بكلّ الودّ جميع من ساهم وشارك، وأثمّن بحقّ ما رأيته في كلّ واحد منهم من نبل ووفاءٍ وأصالة.. إلا أنني أودّ أن أشير هنا إلى أمر غاية في الأهمية وهو أنني قد لمستُ أن بعض الأشخاص أو الجهات الإعلامية أو غير الإعلامية قد حاولت استغلال هذا الحدث لتصفية حسابات شخصية أو تحقيق مآرب خفية من شأنها أن تخرج بالموضوع عن دائرته الحقيقية، إنني أؤكّد هنا بأن خلافي مع وزارة التعليم العالي خلاف مهني بحت ليس له أي أبعاد سياسية أو دوافع شخصية، ويسعدني أن أقول بكلّ الفخر بأن ولائي لديني ومليكي ووطني لا يقبل المساومة بأي حال من الأحوال، حيث أعتز وأتشرف بالعلم السعودي الأخضر الذي يحمل راية ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وسأظلّ أعمل تحت لوائه بكلّ إخلاص وتفاني خدمة للدين ثمّ المليك والوطن.. إن قيادتنا الرشيدة التي جعلت القرآن منهجها ودستورها هي محل التقدير والتبجيل والاشادة، لذا فإنه لشرف بالغ أن ندين لهم بالسمع والطاعة وأن نعمل وفق توجيهاتهم الحكيمة وآرائهم السديدة، إن العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله جعل من وطننا الغالي منارة حضارية شامخة في شتّى المجالات وعلى كافة الأصعدة، ويعضد مليكنا المحبوب في تحقيق هذه النهضة التنموية الشاملة ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز فهم جميعاً – رعاهم الله – قد جعلوا من الوطن والمواطن محور اهتمامهم الأول، حتى حقق الله على أيديهم النفع والخير والفائدة للمملكتنا العزيزة الغالية، هذا وإن التلاحم الكبير بين القيادة الرشيدة والشعب السعودي الكريم مفخرة عظيمة لكلّ سعودي وسعودية يحملون اسم هذا الوطن الأبي الشامخ.. وانطلاقاً من ذلك فإن الوطن بمليكه وقياداته وشعبه في أعمق نقطة في القلب، ولا يمكن لأي موقف أوحدث أن يزحزحه عن هذا المكان الذي تأصل فيه منذ الولادة، أما عن الموضوع الذي حدث في الملحقية الثقافية في لبنان فقد اتخذتُ حياله موقفاً حازماً كان لا بدّ لي من اتخاذه نظراً للخلفيات المحيطة به، فالأمانة المهنية تتطلب مني عمل مثل ذلك بل والاصرارعليه أيضاً، وستتولى الجهات المختصة البتّ في كافة المعطيات الخاصة بهذا الشأن، وستعود الأمور إلى نصابها الصحيح وتنجلي كافة الحقائق من خلال هذه القنوات الرسمية، هذا وإن قافلة الحقّ ستظلّ تسير نحو الأمام مهما حاول البعض اعتراضها أو عرقلة مسيرتها.. والله المسؤول أن يحقّ الحقّ ويعلي رايته وأن يدحر الباطل وأعوانه وأن يوفّق الوطن بقيادته وشعبه لتحقيق المزيد من الرقي والرفعة والسؤدد بإذن الله.