قال نائب وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكين"، إنه على الرغم من التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة ودول الخليج معاً، إلا أنها ستبقى متحدة، وستمتد الشراكة بين الولاياتالمتحدة والسعودية إلى ما هو أبعد من الهواجس المشتركة بشأن الأمن، فالمملكة هي تاسع أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، وعشرات الآلاف من الطلاب السعوديين يدرسون في الولاياتالمتحدة كل عام.
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم في السفارة الأمريكية أمس الثلاثاء "أنه لمن دواعي سروري أن أكون هنا في الرياض لمناقشة مجموعة من القضايا المهمة مع أصدقائنا السعوديين، وخاصة في هذا الوقت الصعب. وقد أتيحت لي الفرصة اليوم للقاء العديد من ممثلي شركائنا في الخليج، وكذلك رئيس اليمن هادي".
وتابع "سيبقى التزامنا تجاه أمن الخليج ثابتاً وستبقى مشاركتنا عميقة، وقد أجرى الرئيس أوباما أخيراً اتصالاً هاتفياً مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ للتأكيد مجدداً على الصداقة الدائمة بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية، كما دعا خادم الحرمين وشركاءنا في الخليج إلى (كامب ديفيد) الشهر المقبل لمناقشة التحديات الأمنية المشتركة".
وتابع، ناقش الرئيس و الملك سلمان الاتفاق بين مجموعة 5 1 وإيران حول معايير صفقة شاملة بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي تقرر الأسبوع الماضي في (لوزان)".
وبيّن أنه خلال الأشهر المقبلة سيضعون التفاصيل النهائية التقنية لضمان إيجاد حل دائم وشامل يقطع كل المسارات أمام امتلاك إيران سلاحاً نووياً ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي جعل كل واحد منا أكثر أمناً: الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية، وجميع الشركاء والأصدقاء في المنطقة، وإيران دون سلاح نووي ستكون أقل جرأة في اتخاذ أنشطة تزعزع الاستقرار في المنطقة.
وأردف "نحن سنقلل الضغط لسباق تسلح نووي إقليمي، وسنزيد قوة نظام حظر الانتشار النووي الدولي، باختصار، هذه الاتفاقية حاسمة من أجل ضمان قدر أكبر من الأمن في الخليج، حتى ونحن نسعى إلى اتفاق نووي مع إيران، سنقف وسنعمل بقوة ضد أنشطة إيران التي تعمل لزعزعة الاستقرار في المنطقة ودعم الإرهاب. فلا تزال إيران دولة توصف بأنها داعمة للإرهاب،على مدى السنوات الست الماضية، لقد قمنا بالكثير جنبا إلى جنب مع المملكة العربية السعودية وشركائنا في الخليج لبناء قدرتنا المشتركة للوقوف ضد هذه النشاطات من قبل إيران".
وأكد أنهم في الأشهر المقبلة، سيعملون أكثر من ذلك، كما سيقومون معا بتعميق شراكتهم وتعزيز قدرتهم بشكل أبعد من ذلك، وإذا أرادت إيران أن تعتبر عضواً مسؤولاً في المجتمع الدولي، يجب أن تتوقف هذه الأنشطة.
وفيما يتعلق باليمن، قال "إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بالدفاع عن المملكة وحدودها. وترسل المملكة العربية السعودية رسالة قوية إلى الحوثيين وحلفائهم بأنهم لا يستطيعون التجاوز بالقوة، ودعما لتلك الجهود، لقد قمنا بتسريع عمليات توصيل الأسلحة، وزيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية، كما أنشأنا خلية للتنسيق والتخطيط المشترك في مركز العمليات السعودية، ومن المهم الآن وأكثر من أي وقت مضى بالنسبة للولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي القيام بالتنسيق الوثيق والضغط على جميع الأطراف السياسية وخاصة الحوثيين وحلفائهم، للوصول إلى حل سياسي بالإجماع يقوم على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج الحوار الوطني".
وعن لقائه مع الرئيس "هادي"، قال: ناقشنا الخطوات المقبلة في اليمن. وقد أكد مجدداً التزامه بمبادئ عملية الانتقال السلمي في اليمن على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي، وآلية تنفيذها، ومخرجات الحوار الوطني. كما ناقشنا كيف يمكننا التخفيف من احتمال وقوع معاناة إنسانية كبيرة في اليمن، فقد أودت أفعال الحوثيين، والرئيس السابق صالح، وحلفائهم باليمن إلى حافة الانهيار الاقتصادي، وهدم المؤسسات الحكومية، وإيجاد حالة عدم الاستقرار، الأمر الذي تسعى لاستغلاله "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية والجماعات الإرهابية الأخرى. وقد امتدت هذه التهديدات الأمنية على الصعيدين الإقليمي وعلى العالم بأسره".
وفيما يخص الأوضاع في سوريا، قال: لقد أجرينا مناقشات حول سوريا، والحرب هناك، وجهودنا المشتركة لوضع حد لها. إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بالمساعدة في إحداث تحول سياسي في سوريا بما يتفق مع مبادئ جنيف، ما يؤدي إلى تشكيل حكومة تضم الجميع وتأمين مستقبل من الحرية والكرامة والأمن للشعب السوري، وإن نصف تعداد سكان سوريا قبل الحرب هم الآن مشردون، ولقد تم تمزيق البلاد من قِبل قائد وضع مصالحه الشخصية فوق مصالح شعبه، وكما قال الرئيس أوباما ووزير الخارجية كيري، إن الأسد فقد شرعيته، وساعدت وحشية نظامه ضد الشعب السوري المتطرفين العنيفين في تجنيد الدعم اللازم. إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بتأمين مستقبل لسوريا من دون الأسد أو الجماعات المتطرفة التي أحدثتها أعماله الوحشية، ومن المهم أيضاً القضاء على تنظيم داعش والشبكات الإرهابية الأخرى، وهذا الجهد، لا يتطلب رداً عسكرياً فحسب، بل أيضاً انخراطاً عالمياً للعمل على عكس اتجاه دعاية الجماعات المتطرفة وتمويلها وتدفق المقاتلين الأجانب وأن هذا يتطلب أيضاً التوصل إلى أولئك الذين قد يكونون قابلين للتجاوب مع نداء التطرف العنيف، والعمل على وضع إستراتيجيات لمنعهم من الانضمام إلى تلك الجماعات أصلاً، وتشكل هذه القيود الأساس للصداقة الدائمة والشراكة التي تستمر إلى المستقبل، ونحن نقدر هذه العلاقة وسنظل شركاء ملتزمين في تأمين مستقبل من السلام والازدهار والاستقرار في المملكة وجميع أنحاء المنطقة.