قال الكاتب والسياسي اليمني، ورئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات، الدكتور نجيب غلاب، إن الحوثيين يعملون كوكيل محلي لإيران، مؤكدًا أن انهيارهم قادم لا محالة، وبيّن أن التاريخ سيكتب أن اليمن هي مشروع التحرر الأول للعرب، من الهيمنة الإيرانية، مضيفًا أن روسيا تعمل في منطقتنا، بأسلوب المافيا، وهي الأكثر تأثيرًا والأشد خطرًا على أمننا العربي. وأشار إلى أن تفكيك الميليشيات الحوثية خيار يمني، وهدف لا يمكن التخلي عنه، وتكون البداية بإنهاء انقلابهم على الشرعية.
وزاد: ستكون هناك تحديات ومخاطر، إلا أن انهيار الحوثي وجماعة صالح قادم لا محالة، وأضاف : منذ تأسيس الحركة الحوثية وهي في حالة حرب دائمة مع الدولة والمجتمع، وبمجرد أن أصبحت سلطة انقلابية "ملشنت" المؤسسات، وبعض القطاعات الأمنية، وملشنت جزءًا من الجيش، وقامت بمناورة على الحدود السعودية وظل يردد إعلامها وناطقوها وخطباؤها بأن مشروعهم لن ينتهي إلا بالسيطرة على الرياض وإسقاط أنظمة الخليج وتحرير الجزيرة العربية.
وأضاف أن إنجازهم الوحيد عزل اليمن عن العالم والانفتاح على إيران. وواصل: ثم أعلنت تعبئة شعبية عدائية، ضد مخالفيها وضد العرب وغزت بقية المحافظات. وفضح المحلل السياسي اليمني، المخططات الإرهابية لميليشيات الحوثيين بقوله: هم تنظيم حربي ومشروعهم الحروب الدائمة مع الداخل والخارج ولا يفهمون من السياسة إلا باعتبارها قتلاً وذبحًا وإهانةً، وباعتبارها ألوهية بيد مختار من الله لمحاربة العالم ولعنه، ولديهم أقلية هي أشبه بطغمة متعجرفة تعاني شبقًا جنونيًا عاشقًا للسلطة، ومخططها الاستيلاء والسيطرة على اليمن، وبالقوة والقهر وتحويله إلى قاعدة حرب ضد أهله وضد العرب.
وأكد رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات، أنه لن يستقر اليمن ويعيش بالسلام ومن أجل التنمية وتقديس الحياة واحترام إنسانه إلا بتفكيك هذا التنظيم الحربي المتطرف، ولا يمكن لليمن أن ينجو وينتقل إلى المستقبل وهذه الحركة الإرهابية التي تعمل كوكيل محلي لإيران لها جذور.
وأشار إلى أن أبناء المذهب الزيدي تقع على عاتقهم المسؤولية الأولى في تفكيكها هذه الميليشيات الإرهابية فهي كارثتهم التي ستدخلهم عزلة وصراعات دائمة وستكون خسائرهم فيها كبيرة، مضيفًا وهي أيضًا مسؤولية كل يمني ومسؤولية العرب أيضًا.
وتابع "غلاب": كما أن على العالم أن يساعدنا لنتمكن من تفكيكها بأقل الخسائر، محذرًا من أن الاندفاع معها وتشجيعها والسكوت عنها ليس إلا استمرارًا للفوضى والخراب والحروب بحكم طبيعتهم وتركيبتهم فمن شكلها وركبها وبناء عقائدها كان يعمل لكي تشتغل ذاتيًا في إدارة الفتن والحروب.
وأردف "غلاب": "وقريبًا ستنمو المقاومة الشعبية الوطنية في أكثر من مكان وستعمل بالتنسيق مع قوى التحالف بمجرد أن تعيد ترتيب أوراقها". وأكمل يقول: "ولابد أن تكتمل المقاومة الوطنية في الشمال مع المقاومة الوطنية في الجنوب الذي حدد خياره ولن يستسلم حيث يعيش ثورة في أعلى مراحل عنفوانها".
وأوضح الدكتور غلاب، أن الجنوب سيكون هو قاعدة الانطلاق الكبرى لتحرير اليمن كل اليمن من فساد الميليشيات الحوثية وخرابها وتدميرها، ووصف المشهد اليمني حاليًا بقوله: بدأت محافظة إب في تحديد خياراتها بوضوح كجبهة صد للغزو الحوثي ومن معهم من الجيش المملشن المتجه جنوبًا وإب تُمارس مقاومتها ولن يبقى للحوثة مكان فيها، وننتظر جبهة ذمار ومقاومتها الوطنية فهي البوابة الأولى والأكثر، أهمية لتحرير صنعاء، ولن تنطلق ذمار بالحسم والحزم إلا إذا تحركت الانتفاضة الشعبية في عمران وأرحب وفي خولان .. وبمجرد أن تنتفض القبيلة لمواجهة وكلاء إيران فإن أمانة العاصمة هي القنبلة الشعبية التي ستطارد حكم الميليشيات الذي لابد من إنهائه مهما كانت التضحيات.
وختم الدكتور غلاب حديثه متفائلاً بأن يقطف اليمن ثمار "عاصفة الحزم" بقوله: ننتظر استقبال الشرعية في صنعاء فهي البداية لعصر جديد لليمن ليس ما قبله كبعده، اليمن سيولد أنها لحظات مخاض مؤلمة إلا أنه سيكون خلقًا جديدًا.
وبارك المقاومة والانتفاضة الشعبية للشعب اليمني في وجه الظلم والفساد والاستبداد لهذه الجماعات الإرهابية: مبروك للجنوب أنه يصيغ مجدنا ومبروك لليمن كل اليمن أنه يخط بالمقاومة الشعبية وبالمجد العربي الذي نطق بالتحدي ولا تراجع إلا بخروج اليمن من معضلته، وأضاف: "سيكتب التاريخ أن اليمن هي مشروع التحرر الأول للعرب وأن العرب لن يخضعوا لأي اختراق لمجالهم القومي بعد اليوم، بإذن الله".
وقال الدكتور غلاب ل"سبق": روسيا لم تقدم للعرب شيئًا غير الكلام والإعاقات العاجزة عن تقديم المساعدة إلا تلك التي تسهم في انتهاكات حقوق الإنسان من الأقليات التخريبية أو الفاسدة، وتعاظم هذا الدور بعد أن أصبحت روسيا عاملاً لإنتاج الفوضى في محيطها وفي العالم، وكل تدخل لها لا يؤدي إلا إلى استمرار الحروب الأهلية، لافتًا إلى أن دعمها للمتمردين يُضعف الدول العربية، وينتهك مجالنا العربي وأمنه، وهي تبدو كحليف لكل عمل معيق لمقدراتنا العربية، في لملمة وجودها.
وشبّه الدكتور نجيب غلاب الدور الذي تلعبه روسيا في المنطقة العربية والمشهد اليمني حاليًا بالمافيا، مؤكدًا أنها "الدولة الأكثر تأثيرًا والأشد خطرًا على أمننا العربي".
وتابع المحلل السياسي اليمني يقول: "روسيا تعمل في منطقتنا بأسلوب المافيا لا بوعي دولة كبرى لها مصالح واضحة.. وعن السيناريوهات المطروحة في المشهد السياسي اليمني بعد "عاصفة الحزم" قال الدكتور غلاب: هدفنا المهم هو تفكيك الحوثة، فهذا خيار يمني وهدف لا يمكن التخلي عنه والبداية بإنهاء الانقلاب وتذكر قوة الدولة عبر إصلاحات شاملة.