استخدام الهواتف الذكية في الحرم المكي والنبوي، باتت ظاهرة مزعجة لعديد من المصلين والزوار، وفي المقابل باتت مشاهدة العشرات من الزوار وهم يستغلون كهرباء الحرم في شحن أجهزتهم بتوصيلات كهربائية أو شواحن "جوالات" الرديئة ومجهولة المصدر، أمرًا اعتياديًا على الرغم من خطورتها على الحرم. وعلى الرغم من القرار الصادر قبل ثلاثة أعوام، والذي يقضي بحظر التصوير داخل الحرمين الشريفين وساحاتهما للمصلحة العامة ولتهيئة المناخ التعبدي لقاصدي الحرمين، إلا أنه ما زال عديد من الزوار يتجاهلون القرار، إضافة إلى استخدام عديد منهم التطبيقات الذكية لمواقع التواصل الاجتماعي، لبث صور ومقاطع حية، من داخل وخارج الحرمين.
ويلجأ مستخدمو الأجهزة الذكية بسبب قضاء الكثير من الوقت في استخدام أجهزتهم في التصوير ونقل الصور والمقاطع إلى مواقع التواصل الاجتماعي، إلى استغلال كهرباء الحرم لإعادة شحن بطاريات أجهزتهم، وغالبًا ما تكون الشواحن المستخدمة تقليدية ورديئة الصنع، والتي تسببت في الكثير من الحرائق، والكوارث حول العالم.
وقد سبق لوزارة التجارة أن حذرت المواطنين والمقيمين من استخدام الشواحن والتوصيلات الكهربائية الرديئة التي قد تؤدي إلى وقوع الحرائق بسبب ارتفاع درجة حرارة الشاحن، داعية إلى ضرورة استخدام التوصيلات والشواحن الأصلية وذات جودة جيدة.
كما يحذر المختصون في إدارات السلامة، من خطورة التوصيلات الكهربائية وشواحن الجوال المغشوشة في الأسواق ويصفونها ب "الموت المحقق"، خصوصًا أنها باتت من أبرز حوادث الحرائق التي تسجل معها أعداد كبيرة من الوفيات وإصابات الحروق من مختلف الدرجات.
وتنقل وسائل الإعلام العربية والعالمية بشكل دائم العديد من أخبار الحرائق التي تؤدي إلى خسائر مادية وبشرية بسبب التوصيلات الكهربائية وشواحن الجوالات رديئة الصنع.
والملاحظ في الحرمين الشريفين أيضًا أن العديد من الزوار القادمين من خارج المملكة ومن داخلها يستخدمون الشواحن والتوصيلات الكهربائية الرديئة والمقلدة ومجهولة المصدر التي تغص بها الأسواق السعودية والعالمية.
وكان الأمير العقيد بدر بن سعود منسوب القوة الخاصة لأمن الحرم المكي الشريف قد تقدم باقتراح يدعو من خلاله إلى استخدام ذبذبات تعطيل عمل الهواتف الذكية لإجبار زوار بيت الله على استخدام الهواتف المحمولة العادية والتفرغ للعبادة، مشيرًا إلى أن بعض الزوار يعد مناسك العمرة "نزهة".