لم يجد مدير مدرسة بالجوف ردًّا مناسبًا على مبرر مساءلة تأخر لأحد المعلمين لديه أفضل من أن يخلع ساعته التي كانت بيده ويهديها له، مع ورقة المساءلة التي أيضاً نبهه عليها بضرورة الانضباط بموعد الدوام، وعدم التأخر. وفي التفاصيل التي حصلت عليها "سبق"، فإن المعلم "مريح الشمري" جاء متأخرًا قرابة ساعة عن الدوام الصباحي يوم الأحد الماضي؛ وهو ما دعا مدير المدرسة "ناصر الرديني"، وبحسب النظام المتعارف عليه، بتوجيه مساءلة تأخر له عن سبب تأخره؛ ليفاجأ الأخير بالمبرِّر الذي وضعه المعلم له، الذي كان عبارة عن أربعة أبيات شعرية، نُظمت باللغة العربية الفصحى، قال فيها المعلم "الشاعر" إن سبب تأخره كان لخلل بعقارب ساعته الصينية الصنع، التي أوهمته أنه قد جاء بحسب وقت الحضور المحدَّد.
وذكر ممازحاً مديره بالأبيات التي تليها أن ساعته تلك ليست كجودة ساعة المدير التي ذكر له أنه لو ألبسه مثلها لما تأخر مرة أخرى، فما كان من المدير بعد قراءته الأبيات إلا أن يهديه ساعته مع تنبيهه للمعلم بضرورة الانضباط وعدم التأخر.
وقال ل"سبق" مدير متوسطة صلاح الدين الأيوبي بالجوف "ناصر الرديني": إن المعلم مريح بعد تأخره عن الحضور الصباحي قدمنا له مساءلة عن سبب التأخر، وفي اليوم التالي جاء ردّه علي بقصيدة مكتوبة على ورقة المساءلة، فكتبت على المساءلة ما كتبت من إهداء الساعة للمعلم، وحددت ما أريد بالانضباط وعدم التأخر.
وقال المعلم "مريح الشمري" ل"سبق" إن كتابته هذه الأبيات جاءت بشكلٍ عفوي، وذكر أنه لم يستغرب التصرف التربوي الذي قابله به المدير؛ ما دعاه لتقديم الشكر له على هذا التصرف بعدد من الأبيات الشعرية.
ونالت طريقة تعامل المدير مع تصرّف معلمه إعجاب العديد؛ كونه جمع بها بين الأخلاق الأصيلة والكرم وتطبيق النظام بأسلوب تربوي مناسب؛ ما يدل على البيئة الصحية للمدرسة، والعلاقة الجيدة بين المسؤول وموظفيه.
وجاءت الأبيات:
لو أن ساعتكم من شكل ساعتنا لطابقتها ولكني ساعتي (صيني) أسير حيث أشارت لي عقاربها مصدقاً قولها واللوم يأتيني إن شئت ألبستني من نفس ساعتكم من نفس مصنعها والجين كالجينِ فعندها تصبح الأوراق واضحةً وإن تأخرت لُمني لا تواسيني