قامت عدسة "سبق" بجولة ميدانية، وصلت فيها إلى ارتفاع 642 متراً، ووصلت إلى داخل غار حراء، حيث نزلت أول آيات الذكر الحكيم، والتقى سيد البشر عليه الصلاة والسلام بجبريل وسط ذلك الموقع. محال تبيع سبحاً وهدايا وبعض المجسمات بأسعار مضاعفة دون مراقبة من قِبل الجهات المعنية.. مجهولون ينشرون صغارهم على قارعة الطريق لاستعطاف زوار غار حراء، واستغلالهم لكسب المال دون عناء.
صمت الجهات المعنية في رفع النفايات المنتشرة بطول الطريق المؤدي إلى غار حراء، وانتشار علب المياه الصحية، واكتساء جبل حراء بألوان النفايات، وتارة يحرقونها بالقرب من مهبط الوحي.. كما رصدت "سبق" عمالة مخالفة، توجد بامتداد الجبل؛ للقيام بأعمال النظافة، والاهتمام بالمظهر العام.
انطلقت عدسة "سبق" مع أذان العصر، وأوقفت مركبتها عند أعلى نقطة تقريباً، وتحديداً مقابل مركز الهيئة أسفل جبل النور، وأكملت مسيرتها سيراً على الأقدام، ورصدت مظاهر سلبية، منها وجود المتسولين، وغالبيتهم من الجنسية الباكستانية، إضافة لعدد قليل من النساء الإفريقيات مع أطفالهن، يوجدون بأولى عتبات الجبل.
"سبق" رصدت مجموعة من البيوت الشعبية والعشش بالقرب من جبل حراء، لا تبعد عنه سوء مئات الأمتار، ومنها تنطلق العمالة المخالفة إلى الجبل للتسول، وقد أعدوا لهم مواقع، وجُهزت ببعض الفرش القديمة وواقيات الشموس، ولا يعتدي أحد منهم على الآخر أو يتجاوز موقعه، ويكون لشخصية وقوة المتسول الموقع الأفضل والأقرب من كشك البيع الموجود في الأعلى.
كما حضرت فرق من الماشية (الماعز)، تجوب جنبات الجبل، وتأكل من مخلفات ما يلقيه زواره، أو ما تبقى من أعشاب وأوراق الأشجار، ويراقبها أحد العمالة من مرتفع، وتعود ملكيتها للعمالة نفسها.
وتقوم العمالة الباكستانية المخالفة بتشغيل الجبل كاملاً، وتكنيس عتباته، والعمل على ترميمها، وذلك من خلال حمل أكياس الأسمنت والماء، ومن ثم إعادة تسوية العتبات، ووضع كراتين لجمع المال من الزوار لاستعطافهم بأنه يصرف لترميم وإصلاح الطريق، كما يقومون بتأمين المياه والمشروبات والثلج للمحال الواقعة في أعلى الجبل في مدة صعود تستغرق ساعة ونصف الساعة إلى محال البيع في الأعلى، وتباع بضعف أسعارها في الأسفل.
يتوافد على الجبل أعداد كبيرة من شتى الدول، ولا يكاد يخلو من المارة والزوار وكبار السن، الذين يسقط بعضهم من الإعياء والتعب بسبب طول المسافة وصعوبة الصعود، إلا أنهم يتوقعون أنه من الواجب عليهم الوصول إلى ذلك الموقع، الذي لا يخلو من البدع والشركيات بداخل الغار، واعتقادات خاطئة من الصلاة والتمسح بجنباته، وكتابة بعض آيات القرآن الكريم، وعبارات بلغات عدة غير مفهومة. كما أن جنبات الغار قد دهنت بالمسك والروائح العطرة التي تفوح من داخله، وهناك من يقوم بتنظيم الدخول والخروج منه.
وفي نهاية جولة "سبق" تتزاحم أعلى نقطة الوصول المركبات بإعداد من الليموزين وسيارات خاصة من أجل توصيل من أنهى زيارته للغار من الزوار، ويرغب في العودة، وقد أغلقوا الطريق على بعضهم، وتعالت أصواتهم، كل يتهم الآخر بأنه من تسبب في إغلاق الطريق.
"سبق" لاحظت أنه عندما يقوم أحد من المواطنين بزيارة الجبل فإنه يشوب العاملين فيه نوع من الحذر، وكأنهم يعلمون أن الأشخاص يتبعون لإحدى الجهات الحكومية أو الخدماتية، كما أن الجبل بأكمله مراقَب ومكشوف من قِبل العمالة المخالفة، ولها الأسبقية في سرعة الهرب أو الاختفاء .
يُذكر أن جبل النور يقع شمال شرق المسجد الحرام، ويطل على طريق العدل، وقد سمي بالاسم لظهور أنوار النبوة فيه؛ إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلو فيه بنفسه للتعبد قبل البعثة في غار حراء. ويبلغ ارتفاع الجبل 642 متراً، وينحدر انحداراً شديداً من 380 متراً حتى يصل إلى مستوى 500 متر، ثم يستمر في الانحدار على شكل زاوية قائمة حتى قمة الجبل. وتبلغ مساحته خمسة كيلومترات و250 متراً مربعاً.
وهو فريد الشكل والصورة، وفي أعلى قمة الجبل يظهر بوضوح التجويف الجبلي الكبير، أو الغار الذي اعتكف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وانطلقت منه الرسالة. وعبر فتحة صغيرة على شكل نافذة بهذا الغار تشاهد الكعبة المشرفة والمسجد الحرام، ويستطيع من هو على قمة الجبل مشاهدة أم القرى بكاملها.
تشكيل صخري كما أن غار حراء عبارة عن فجوة، بابها باتجاه الشمال، طوله أربع أذرع، وعرضه ذراع وثلاثة أرباع الذراع، ويتسع للرجل البدين، ويقف فيه الرجل الفارع، ويتسع لبضعة رجال يصلون ويجلسون. والداخل للغار يكون متجها للكعبة مباشرة. ويتسع الغار لخمسة أشخاص جلوساً، وارتفاعه قامة متوسطة.
ويشرف جبل النور على أباطح مكة، ويبعد عن المسجد الحرام نحو 10 كيلومترات، وهو متميز بتشكيله الصخري الذي لا تخطئه أعين القاصدين، وخصوصاً المتجهين إلى مدينة الطائف عبر طريق السيل الكبير. ويقع غار حراء الذي شهد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم قرب قمة جبل يبلغ ارتفاعه 642 متراً على مشارف مدينة مكةالمكرمة. ورغم صعوبة ارتفاعه ومشقة الصعود إليه إلا أن هناك مجموعات من الزوار والمعتمرين رغم حرارة الجو يصرون على صعود الجبل، والاستمتاع بمشاهدة مكةالمكرمة.
ومن جانبه، أوضح الناطق الإعلامي بادرة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة، النقيب نايف الشريف، أن دور الدفاع المدني يتمثل في إنزال المحتجز من مكان احتجازه عن طريق رجال الإنقاذ في الدفاع المدني، وذلك بواسطة الحبال أو عن طريق استخدام طيران الأمن في حالة وجود الشخص المحتجز في مكان يصعب الوصول إليه، ومن ثم تسليم الشخص المحتجز للمؤسسة التابع لها لمتابعة حالته الصحية.
وتم إنقاذ نحو ثلاث حالات تقريباً. ولدينا الكثير من المعوقات، تتمثل في صعوبة الوصول للمحتجز في بعض الأماكن من الجبل لوعورة الطريق، ولدينا لجنة مشكّلة من أمانة العاصمة المقدسة والهيئة العليا لتطوير منطقة مكةالمكرمة، وكذلك الشؤون الصحية وهيئة كبار العلماء، للوصول إلى نتائج ملموسة، تسهل على الحاج والمعتمر زيارة غار حراء وجبل ثور.