تتواصل الجهود المضنية التي تقوم بها الجهات الأمنية بشرطة العاصمة المقدسة في القبض على المجهولين والمخالفين لأنظمة الإقامة، بعد جمع المعلومات، ورصد أماكن وجودهم بأحياء عدة في مكةالمكرمة. وقد نجحت قوات البحث الجنائي في القبض على 155 متخلفاً، ودهمت وكراً لبيع الملابس الجاهزة. وانطلقت القوات المشاركة في ساعات متأخرة من فجر أمس لتتبع المخالفين وأماكن سكنهم للقضاء على تجمعاتهم، والحد من وجودهم غير النظامي، بعد أن جمعت المعلومات عن أماكن وجودهم.
وقامت الفرق بمداهمة الموقع الأول بعد التجمع بأحد المواقع القريبة من حي المنصور، ومراجعة الخطة المعدة بتوجيه من مدير شرطة العاصمة المقدسة العميد سعيد بن سالم القرني، ومتابعة من مدير شعبة البحث والتحري، ومتابعة من مدير شعبة الضبط الإداري، يرافقها عددٌ من قوات الطوارئ ودوريات الأمن والمجاهدين ومندوب شركة الكهرباء.
وفي التفاصيل، بعد جمع المعلومات ورصدها من قِبل فرق البحث والتحري بوجود عددٍ من المخالفين تقدمت فرق البحث والتحري السرية قبل الفرق، التي سلكت طرقاً مختلفة لحين الوصول للموقع الأول بحي المنصور، وتم تأمين الموقع، وإغلاق الطرق البديلة من المداخل والمخارج للحي، والتأكد من وجود المخالفين، وقامت الفرق بتأمين المواقع التي تم رصدها مسبقاً من قِبل رجال البحث والتحري.
وتبيّن من خلال عملية المداهمة أن جميع المجهولين يسكنون في منازل ضيقة المساحة، وبأعداد كبيرة، وتم القبض على أشخاص من الجنسية النيجيرية، يقومون بالتسول و"دف العربيات"، ويقومون ببيع الملابس المستعملة التي تم رصدها مسبقاً عند سوق يوم الجمعة بسوق "دوق كدا"، واجتمعوا على مخالفة النظام، وتم القبض عليهم وهم يغطون في سبات عميق، وتأمين خروجهم إلى الباصات المعدة لذلك.
وانتقلت الحملة إلى الموقع التالي بحي الزهور بالشوقية وحارة القمامة، ورصدت وجود عمالة بناء مخالفة وهاربين من كفلائهم.
ورصدت "سبق" تلك الجهود المبذولة من رجال الأمن المشاركين في تتبع أماكن وجود المخالفين في مواقع مرتفعة ووعرة بين الجبال، ويسكنون في منازل عشوائية شعبية، وتشكّل خطراً حقيقياً في حال حدوث حريق في أحدها؛ إذ من الصعب دخول معدات الدفاع المدني إلى تلك المواقع وتقديم المساعدة إلى المتضررين، كما أن العمالة المخالفة تستخدم كيابل كهربائية، وتقوم بسحب الكهرباء من أحد المنازل التي يعيش فيها أقوام من بني جلدتهم متسترين عليهم.
وأشاد كثيرٌ من المواطنين والمقيمين القريبين من موقع المجهولين بالحملة، كما أبدوا استعدادهم لتبليغ الجهات الأمنية في حال مشاهدة المخالفين بحيهم.
وفي نهاية الحملة تم القبض على 155 مجهولاً قبيل الفجر، ثم بدأت الحملة بالانسحاب من مواقعها، وأنهت مهمتها التي تكللت بالنجاح، بعد أن سجلت جميع أرقام المنازل من خلال أرقام عدادات الكهرباء عن طريق مندوب الكهرباء تمهيداً لتطبيق العقوبات على أصحاب المنازل بسبب إيوائهم المخالفين، على الرغم من التحذيرات التي أصدرتها وزارة الداخلية، وفرضت عقوبات على المخالفين لها.
ودعا مدير شرطة العاصمة المقدسة العميد سعيد القرني إلى تنفيذ مقولة الراحل وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - رحمة الله عليه - أن المواطن هو رجل الأمن الأول، وعلى الجميع من المواطنين التعاون مع رجال الأمن للوصول إلى نتائج أفضل لحفظ الوطن وممتلكاته.
ومن جانبه، أوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكةالمكرمة، المقدم دكتور عاطي بن عطية القرشي، أن الجهات الأمنية في شرطة العاصمة المقدسة ترصد تحركات المخالفين مسبقاً في مواقع وأحياء مختلفة في مكةالمكرمة، لافتاً إلى أنه جرى عمل التحريات اللازمة وفق خطط اشتملت على عمليات بحثية ونقاط تفتيش، مؤكداً أن الحملات الأمنية لضبط مخالفي أنظمة الإقامة والعمل ما زالت مستمرة.